الاثنين، 13 يونيو 2022

القناعة كنز لا يفنى بقلم الشاعر شريف عبدالوهاب العسيلي

 القناعة كنز لا يفنى

..............
في احد الأيام التقى صديقه القديم وعادت بهم الذاكرة إلى ايام مضت زمن الحب والألفة والأخلاق الحميدة والقناعة وبحبوبة الحياة
قال احمد اظنها لن تعود
اجابه صديقه يوسف وانا اظنها لن تعود
وبدأ احمد ويوسف يشكون هموم الحياة وكيف أصبحت الحياة ضنكة وقد ضاقت بهم سبل العيش حتى انهم لا يستطيعون الحصول على قوت يومهم وفي غمار الحديث
حكى يوسف لأحمد عن مغارة مليئة بالذهب ولكن لم يدخلها احد وخرج منها اجابه احمد وما ادراك بهذه الأمور قال يوسف ذهبت مرة مع صديق لي هو من دلني عليها
ذهبت معه ووقف على باب المغارة تمتم ببعض الكلمات التي علمني اياها ففتح باب المغارة دخلها صديقي انتظرته لساعات وساعات وعدت في اليوم الثاني والثالث وانا اناديه ولم يخرج منها
في مرة أخرى اكمل يوسف حديثه كلمت احد أصدقائي عن الأمر فهب مسرعا وذهبت معه إلى المغارة بعد أن أخبرته ما يقول ليفتح باب المغارة والحقيقة انا كنت أخاف دخولها
تمتم صديقي الكلمات التي حفظها ففتح باب المغارة دخلها وكما في السابق انتظرت وانتظرت ولم يخرج منها
ضحك احمد في قرارة نفسه وقال يا يوسف دلني وخذني إلى هذه المغارة حاول يوسف ان يثنيه على الذهب لكن احمد أصر أصرار شديدا
وعلى الطريق علمه ما يقول
وصل احمد ويوسف لباب المغارة
ردد احمد الكلمات التي تعلمها فتحت باب المغارة دخلها وهو يناجي الخالق بالدعاء
لم يتجاوز الأمر دقائق وإذا بباب المغارة يفتح ويخرج منها احمد سالم معافى يحمل في يدة صرة صغيرة
ادهش الأمر يوسف وظهر على وجهه الارتياح بعد أن كان فاقد الأمل من عودت صديقه احمد
عادت بسمة يوسف وعادت معها الدهشة و الحيرة والاستغراب
سأله كيف حصل هذا وكيف خرجت
بدأ احمد يسرد له ما حصل في هذه الدقائق المعدودات
قال عندما دخلت قرأت بعض الآيات المنجيات وتوكلت على الله ثم نظرت فإذا باكوام من الذهب مرمية بين السراديب والممرات هالني المنظر قلت ما ينفعني كل هذا الذهب إن بقيت مسجون في مغارة
أصبحت اكلم نفسي لأجد طريق للخروج
أخذني تفكيري إلى اشياء لم اتوقع ان تصيبني
وبدأت اخمن لما لم يخرج من دخل هذه المغارة وبريق الذهب وعظام من فارق الحياة يشدني إليه
بعد عراك مع النفس الطماعة قررت أن أخذ من الذهب حاجتي ضربت وقسمت وجمعت وطرحت واكتفيت بعدد قليل من القطع النقدية الذهبية قلت هذه حاجتي لأمي وزوجتي واولادي واتصدق بقليل مما حصلت عليه
وضعتهم في صرة كنت أحملها ووقفت أمام الباب وتمتمت بالكلمات فإذا بالباب يفتح خرجت وتيقنت أنني في أمان
عرفت حين خروجي ان القناعة كنز لا يفنى وان الطمع قاتل صاحبه
أعطى احمد ليوسف بعض القطع الذهبية التي كان في نيته ان يتصدق بها وذهب إلى السوق لإحضار ما يحتاج
……
بقلم
شريف عبدالوهاب العسيلي
فلسطين
Peut être une image de 1 personne, barbe et position debout

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق