الأحد، 5 يناير 2025

"صراحة المحبة وواجب النصح" بقلم الدكتور مصطفى محمد العياشي

 "صراحة المحبة وواجب النصح"


في حياتنا، تمر بنا مواقف تضطرنا إلى الحديث بصراحة مع أشخاص نحبهم ونقدرهم، لا بدافع الانتقاد أو التجريح، بل بدافع الحرص والاحترام. أحيانًا، قد تبدو النصيحة قاسية، وقد يساء فهمها، لكنها تخرج من قلب صادق يسعى دائمًا إلى الخير لمن يحبهم.


أنا رجل صريح بطبعي، أؤمن أن النقد البناء هو واجب كل من يحمل في قلبه المحبة والاحترام لأحبائه. لا أستطيع أن أرى خطأً من شخص عزيز دون أن أوجهه، لأن الصمت في هذه الحالات خيانة لقيم الصداقة الحقيقية. ربما يكون البعض أكثر تساهلًا أو يتجنب الحديث عن الأمور التي قد تُفهم بطريقة خاطئة، لكنني أؤمن أن الغيرة على الأحباء هي جزء من عمق العلاقة وصدقها.


في إحدى المرات، وجدت نفسي في موقف كهذا، حيث شعرت بواجبي أن أعبر عن رأيي تجاه أمر لم أره يليق بمكانة أحدهم. كان هدفي الحفاظ على الصورة النقية التي اعتدناها، وحمايتها من أي لبس أو سوء فهم. ربما لم أحسن اختيار كلماتي، وربما بدا كلامي أشد مما ينبغي، ولكن كان دافعي دائمًا هو المودة والاحترام.


النصيحة ليست دائمًا سهلة، لكنها واجب على من يحب بصدق. وإذا كان حديثي قد يزعج البعض، فهو لا يخرج إلا من حرصي ومحبتي. في النهاية، نكبر بالعلاقات التي تقبل النصح، ونرتقي عندما نفهم أن الصراحة هي الوجه الآخر للاحترام.


أتمنى لو أن تلك الكلمات لم تحمل في طياتها أي أثر من الألم أو الضيق، بل أن تكون قد وصلت بروحها الحقيقية: روح المحبة والحرص.


إلى كل من نحبهم، إن اختلاف الرأي لا يعني انقطاع الود، وإن النصيحة مهما كانت ثقيلة، فهي علامة اهتمام وحرص. لا شيء أجمل من التفاهم والعودة إلى صفاء العلاقات، لأن من نحبهم يستحقون دائمًا أن نبذل من أجلهم الجهد في الحفاظ على الروابط التي تجمعنا.-


بقلمي الدكتور مصطفى محمد العياشي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق