السبت، 11 يناير 2025

"المسمار: أغنية الحديد المكبوتة"/ بقلم الكاتبة مجيدة محمدي

 "المسمار: أغنية الحديد المكبوتة"/ مجيدة محمدي 


المسمار،

قلبٌ حديديّ،

نبضُهُ ثِقَلُ المطرقة،

وروحه ظلٌّ مشروخٌ على سندان 

ليس له خيار،

هو فقط هناك.

صلبٌ كقدرٍ قديمٍ لا يفنى،

هشٌّ كنداءٍ مكتومٍ في حنجرة الجدران.


المطرقة تُنزل حكمها،

صفعةٌ تلو أخرى،

لا تسأل، لا تُصغي،

تدّعي أنها تُنقذه من صدأ الخمود.

والمسمار يئن بصمتٍ،

يطارد فكرة النجاة

في لحن الشظايا المتطايرة


السندانُ الصامت،

ذاك الحجر العتيق،

حارسُ القاع الذي لا يحيد،

يبتلع الصرخات ولا يُجيب.

يعرف أن ثقلهُ قدر،

وأن كل مسمارٍ يولد

محكومٌ بنهايةٍ منحنية.


من الظالم؟

ومن المظلوم؟

أيكون المسمار متآمراً

حين يخترق الخشب بلا رجفة؟

أهو طاغية،

حين يُثبّت الجدران ويُسكت أبواب الريح؟

أم هو فقط شهيدُ الانحناء،

ضحية القوةِ التي لا تسأل؟


يا لحن الحديد،

أيها المسمارُ العالقُ في فجوة التيه،

أأنت الحقيقة؟

أم أنك كذبةُ المثبتين،

آلةٌ في يد السادةِ الذين لا يظهرون؟

هل تعبت من انتظارِ المطرقة؟

أم أنك تستلذُّ بعناقِ السندان؟

يا هذا القابع بين الضربتين،

أخبرني،

هل الحريةُ حلمٌ معدنيّ

أم أسطورةٌ صدئة؟


المطرقة لا تتوقف،

السندان لا يتزحزح،

والمسمار يظلُّ هناك،

لا ينتصر، لا يهرب،

بل يغرقُ في جسدٍ جديدٍ،

خشبٌ،

جدارٌ،

أو عظمةٌ قديمة...



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق