الأحد، 12 يناير 2025

تألم كي تتعلم .. بقلم الكاتب أبو سلمى مصطفى حدادي.

 تألم كي تتعلم ..

وحين يحل المساء ، اسدل أسمال القرطاس، تتساقط قطرات الحبر ، من تلك المحبرة الرمادية، معلنة عن ترانيم طقس الوداع، وداع كلمة وداع حرف، عجز عن خطه ذاك اليراع، أسارع لغلق الكتاب، فالعنوان رحيل القافية ، و المعنى في جدال مع مغزى ما وراء هذا الخطاب، معنى أن تكون بعزلة و وفاق مع الذات، ليست لحظة وداع إنما هي بداية ترتيب معالم الحياة، دروب و أزقة و نوافذ ،منها كنت تطل على أعتى غاب، متوحش و مؤنس في خضم عدابك، ترتب الأشخاص و الأحذاث، تنسجها من فرحها و قرحها ، بلوها و سقمها، فما ينفك ذاك التأنيب المصاحب لكل محطة مر بها قطار حياتك، سوى لحظة قطرة سوى, سحابة نيف من شتى الألوان ، تحمل نفسك وانت تدري أنها لم تعد تقوى على احتمالك، فأنت سوى مجرد قصة ترويها لنفسك و للآخرين، تحقن نفسك بذاك الخيال حتى لا تموت من واقعك، وتعلم أن سقوطك كان استناذك على كذبك على نفسك ، إبتعدت و أنت في أمس الحاجة للقرب مخافة المهانة و الإدلال، ابتسمت وانت في أمس الحاجة البكاء ، أظهرت قوتك و في نفسك أنك ترعب الآخرين، تصمت و أنت في أمس الحاجة للعتاب، أتقنت جيدا لعبة الصمت في زمن الثرثرة، كنت وحيدا و خلت نفسك عزيزا، دوايت الجفاء بالجفاء، وظننت أن أهل الوفاء ماتوا، فوجب عليك الآن الاعتذار لنفسك و لقلبك و لظنك و لتوقعاتك، فلا تعجب و لا تسأل، فكم صافحت ؟ و وجدت الكثير من الكفوف شوكا و نفاقا و مصالح.

فتألم كي تتعلم..


بقلمي أبو سلمى 

مصطفى حدادي.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق