جارَ الزّمانُ ..
جارَ الزّمان .. وعنّفتْ أيّامي
والرّوح ترزح تحتَ عبء سقامِ
تجتاحني ذكرى لعهدٍ قدْ مضى
في ظلمة الأوهامِ والآلامِ
والحادثات وقدْ طَغَتْ لكَأنّها
خيلٌ سنابكها تدكّ عظامي
كمْ مرّةٍ والنّفسُ حيرى تشتكي
نحو الخضمِّ تسارعتْ أقدامي
نحوَ الخضَمِّ مضيتُ أحملُ خيبَتي
ألقى شواطئهُ .. بقلبٍ دامِ
أصغي إلى همسَاتِ موج ثائرٍ
ولوشوشَاتِ الرّيحِ والأنسامِ
ووقفتُ أرنو صامتًا .. متأمّلاً
كونًا كلوحةِ شاعرٍ رسّامِ
فيهِ جمالٌ غامضٌ متجدّدٌ
من سرمدٍ باقٍ على الأعوامِ
أفقٌ توشَح بالضّياء وبالشّذا
وكأنّهُ قلب الوجود السّامي
نبضاته في الكون تبعث دفأها
في الماء .. في الأضواء .. في الأجسامِ
وطيوفُ نورٍ في الفضا شفّافة
مُنْسَابة ملء المدى المتَرامي
شمسُ الأصيلِ تصبُّ ذوبَ شعاعها
كَرَذَاذِ تبرٍ في الخضمِّ الطّامي
سربُ النّوارسِ في الفضاء محلّقٌ
في الأفقِ منسابٌ بغيرِ نظاَمِ
وهجٌ من الشّفقِ المذهّبِ قَدْ سرى
متدفّقًا في الماء .. في الأنسامِ
ولحورياتِ البحرِ عزْفٌ ساحرٌ
كمْ خِلْتُهُ ضربًا منَ الأوهامِ
كالهمسِ يطرقُ مسمعي في رقّةٍ
يسري كمثْلِ الوحي والإلهامِ
ونسيتُ دنيا بالخظوبِ مليئةٌ
بالغدرِ .. بالأحقادِ .. بالآثامِ
طهّرتُ في عطر الوجود مشاعري
وملأت من سحر الطبيعة جامِي
روح الجمالِ تدفّقتْ في خاطري
وتغلغلتْ تمحو أسى الأيَامِ
سحرٌ همى منه ملأتُ محابري
وجميل حرفٍ سطّرتْ أقلامي
بقلمي / رفا الأشعل
على الكامل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق