الأحد، 5 يناير 2025

رسالة إلى الواقف على المنبر بقلم الشاعر حامد الشاعر

 رسالة

إلى الواقف على المنبر

بنا ما  وصلت  إلى  الجوهرِ  ــــــ و    فيها  اعتمدت  على  المظهرِ

بخطب طمست الحقيقة يا من ـــــــ وقفت    خطيبا     على    المنبرِ

تضل جموع  المصلين   ماذا ـــــــ عساك     تقول   لدى    المحشرِ

كتبت التقارير عنا  و    بعد  ـــــــ  الصلاة     ذهبت   إلى    المخفرِ

تمد بليل دجاك  و   ما    قد ـــــــ أتاك    صباح     الضيا    المسفرِ

،،،،،،،

على الأرض تهوى سماك و زاد ــــ عماك    و في    ليلها    المقمرِ

و بعد  العباد  تركت    البلاد ــــــــ عليها     يدا       بالدم    الأحمرِ

هواك و من بعده ما  دخلت ــــــــ الفراديس     بالسندس    الأخضرِ

إلى ظالم قد رفعت    الدعاء ــــــــ و سرت    إلى    المحفل    الأكبرِ

و تثني على الحاكمين و حكما ـــــــ جنحت  إلى    المسلك    الأقصر

،،،،،،،ِ

و مالا حراما أفاضت    عليك ــــــــ فحين     كذبت     يدا    القيصرِ

و عن واقع الناس تنهى و أدهى ــــــــ نراك   من    الآمر    الأزعرِ

و للسالكين      و    للهالكين ـــــــ رسمت    طريقا   من    المحورِ

تركت الهدى   فمنيت    بوجد ــــــــ فلما    خشيت    من     العسكرِ

صمتَّ أمام العدى  و    تركت ــــــــ دماء     على     سيفه    الأبترِ

من الجالسين    أقمت  جهازا ــــــــ و في القمع يصغي  إلى  المخبرِ

،،،،،،،،

مع العابثين    فحين    حملت ــــــــ رياحا    جنيت    على    الزعترِ

من القول لا شيء أحلى صنعت ــــــــ لنا الشهد من   قطعة    السكّرِ

تبيع  رخيصا  جميع   الغوالي ـــــــــ و نحو الردى تدفع    المشتري

بدنيا الأضاليل كم من    كلام ــــــــ يفوح     و   بالمسك    و العنبرِ

مع الوهم عشت   حياة  فذقت ـــــــ المنون   فمن  طرفه      الأحورِ

،،،،،،،

يقيم على نفسه   مأتما    من ــــــــ ينادي على      المارد    الأعورِ

و كم من سفيه بقول     الثناء ــــــــ يجازى    على    فعله    الأقذرِ

و مسكا الدنى ما ملأت و طيب ــــــــ ك ما فاح من   عرفه    الأعطرِ

نسيت و في جمعك الذكر كيف ـــــــ يفوح    من    الجامع    الأزهرِ

تغاضيت بعض الأحاديث   عنها ـــــــ و سقياك ليست    من    الكوثرِ

،،،،،،،

عن الحق ملت و زورا  بدا ما ــــــــ نطقت      به    للفتى    الأشقرِ

فأين الشريعة   فينا      لماذا ــــــــ تعاميت عن      فكرها    النيّرِ

و أين الحدود   لماذا    تركت ــــــــ صقيعا على    غصنها    المثمرِ

و تلقي بهذا    التعدي   لماذا ــــــــ شرورا على    المؤمن     الخيّرِ

و تلقي على الناس سحرا و ترمي ـــ  فجورا   بخورا   على المجمرِ

،،،،،،

رقصت لدنياك  حين   سهرت ـــــــ تغني    مع    المطرب    الأسمرِ

و تلقى فمن دون وعي عروضا ــــــــ فتنحاز    للعارض      الممطرِ

حنثت اليمين و خنت    نداء ــــــــ أتاك       من    الجانب    الأيسرِ

لإشكالها ما طرحت الدواهي ــــــــ حلولا        و   بالمنطق   المبهرِ

رسمت الحدود فما بيننا   و ــــــــ منعت       العبور    من    المعبرِ

،،،،،،،

و في الظهر بعد التجني علينا ـــــــ طعنت    الملايين         بالخنجرِ

أقمت خطابا و ما صار   يملى ـــــــ عليك     يخط      على    الدفترِ

و فينا غدوت فقيرا    ستنفى ــــــــ حقيرا إلى      الموطن    الأحقرِ

و للجهل و الجهلاء    فدوما ــــــــ يصد   و    للعلم    من    ينبري

و كم من عليم تعادي    لماذا ــــــــ تجافي    أخا     طيب    العنصرِ

،،،،،،،

و من هام فيها الليالي له   قد ــــــــ بنيت      مزارا    من    المرمرِ

و تمضي لتلك المهاوي  تشد ــــــــ رحالا      إلى    ربعها    المقفرِ

و جهرا فلما   رأيت    الملذا ـــــــ ت بحت بسر    الهوى   المضمرِ

 إلى مظهر قد صرفت العيون ـــــــ و  ما  قد  بلغت    إلى    الجوهرِ

و في وهمها قد تركت النفوس ــــــ فمالت بريح الهوى     الصرصرِ

،،،،،،،

لك البدء و المنتهى واقفا  لن ـــــــ تدور       على     ذلك    المنظرِ

فرشت و بالشوك قبرك تمضي ـــــــ صغيرا  إلى     العالم    الأصغرِ

و فيك قبلنا التعازي و   نلت ـــــــ المخازي   فمن    حظها    الأوفرِ

بحثنا عن الفقه     و الفقهاء ــــــــ و في البحث عدنا    إلى المصدرِ

أطعنا الطغاة و من  بعدهم  قد ــــــــ أتانا    غزاة     بني     الأصفر

،،،،،،،

لمعروفنا ما أدمنا    و ضعنا ــــــــ فحين     سكتنا     على    المنكرِ

رضينا فما قال فينا    الدعاة ــــــــ فلما بصمنا    على       المحضرِ

و حتما لسوء   مآل    يؤول ــــــــ علينا    فمن       إفكه     يفتري

و في حكمه  يستبد   المضلّ ــــــــ و وجه     الفساد     له    يعتري

و لا يرتقي للمعالي    يضيع ــــــــ بدنياه     من    دينه       يزدري

،،،،،،

الخطابة فن و علم يدرس و يحظى بالتقدير و الاحترام من يؤدي مهمته  على أكمل وجه و لا يخشى في الحق لومة لائم و للفقهاء الربانيين كل المحبة و الإجلال و الإكبار و لكل العلماء المنزلة العليا و الحسنة و للدعوة  أسس و للتبليغ قواعد و للإرشاد منهجية و في هذا الحقل الديني يوجد الصالح و الطالح و قصيدته هاته جاءت كتنديد بما يجري و ما يفعله بنا بعض الخطباء 

و عدم تأدية هذه الرسالة السامية كما يجب و ينبغي يحز في النفس و يدمي القلب و يجب على الخطيب أن  يطبق الشرع و مقاصده و أن لا يذعن للإملاءات السياسية و المصالح الضيقة و الأهواء الشخصية و يجب أن يكون مستقلا في قراره و حرا و مجتهدا على الدوام و أن يكون من دعاة المحبة و السلام و أن ينبذ الغلو و التطرف و أن لا يتاجر في دينه  و أن يدافع عن قومه و أن يعمل فكره النقدي دائما و أن يكون بين الناس و في المجتمع مصلحا و صالحا  و أن  يرفض التحكم المطلق فيه و أن يدفع الدولة إلى الأشياء الإيجابية و أن يهتدي بعلمه و عمله لدين الهدى الجميع 

و يجب إعمال الحذر  كثيرا من دعاة هم  على أبواب جهنم  

و لقد أثر فيه كثيرا عدم الدفاع عن قضايا الأمة و الشعوب من طرف الخطباء  و على المنابر و في الإعلام و التدريس و حتى الدعاء لفلسطين الحبيبة والصامدة و أهلها يكاد لا يذكر و تركت غزة وحيدة فإلى متى هذا العبث و ما يدفعني للتمرد على العلماء انحيازهم الفاضح و الواضح للطغيان و أهله و تمجيدهم الدائم لكل من يعتلي سدة الحكم مهما كان و مهما فعل و الواقف على المنبر يمثل رسول الله و بالتالي عليك أن يقتدي به و بشريعته و يحتدي بالأنبياء والرسل و الصحابة وأهل البيت و أولياء الله الصالحين و المجاهدين والشهداء 

و ختاما هذه رسالتي إلى من يهمه الأمر عساها تجد آذان مصغية

بقلم الشاعر حامد الشاعر



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق