الحلم
رتّب كلّ شيء ليرسم صورة يجمع فيها أحلامه..اختار الألوان واشتراها..اختار مكان العمل، جمع معدّاته وحبس نفسه في غرفته وبدأ يرسم و يدقّق في كلّ خطوة يخطوها ويتأكّد من حسن اختياره للالوان وموقعها من اللّوحة.. جاء اللّيل ..نام وهو يحلم بأنّه سيفاجئ الجميع بانجازه ..استيقظ في الصّباح نادى أفراد العائلة عرض عليهم اللوحةعلى أفراد ..قال الأب لقد أضعت كلّ مدّخراتك على تفاهة..كان يمكن أن تهتمّ بما يفيدك ..قالت الأمّ لماذا لم ترسم وردة ومزهريّة وهكذا نزيّن بها بيت الجلوس.. ضحكت أخته وقالت أنا لا أهتمّ إلاّ بما يدرّ عليّ مالا وبعد هذا أتا لم أفهم أبعاد صورتك.. جاء أخوه الأصغر فرسم على شفتيه ابتسامة ساخرة ثمّ قال لو اشتريت هاتفا جوّالا لأعانك على صورة أجمل بدون عناء ..عرضت الصّورة على مختصّين فصفّقوا لإبداعه وأخذوا معه صورة تذكاريّة.. عاد بلوحته إلى المنزل وخبّأها في خزانة بعد أن لفّها في قطعة قماش وربط عليها بخيط..
رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق