مابين عام يترجل
وآخر يمتشق صحائف
الايام
نحن نستولد ذواتنا
في أبنائنا
لنكمل دورة الحياة
ونحن نقاتل الموت
نزرع الأطفال
كي نظن أننا نعيش
مرحلة أخرى أطول
نحن نحارب الفناء
باوهامنا
نطيل أعمارنا في الخيال
نسميه اطفال
وأجيال
نستولد ذواتنا في ابنائنا
كأننا نبحث عن بقايا منا
في زمن لن نحياه أو نشهده نرسم حياتنا على جدرانهم كأنها لوحه لا تنتهي
نحن نستولد ذواتنا في ابنائنا كأننا نبحث عن مرآة تعكس ملامحنا حين تغيب
نزحف على أعتاب الزمن لننقش اسمائنا في ذاكرة الغد
نصارع العدم فنخلق من احلامنا حياة تظلل بقائنا وتطيل وجودنا
فهل نعيش فيهم أم أننا نختبىء في ظلالهم كي نواجه مرايا الحقيقة ؟
نزعم أنهم امتداد العمر
لكن خطانا فيهم تتجاوز خط النهاية
فنعلم في أعماقنا أن الموت لا يراوغ
نحن نستولد ذواتنا في ابنائنا
نسكب فيهم حكاياتنا لنكمل دوره الحياه نزرع فيهم الأمل كي نخدع أنفسنا أننا نعيش اطول
إن أعمارنا تمتد كالظلال في المساء
ونحن في الحقيقة نقاتل الموت بصمت مهيب
نزرع الاطفال كما نزرع الوهم نرسم لهم غدا لن نحياه وكأننا نبني أعمارنا في زمن لم يكتب لنا
وفي هذا في المابين بين عام يمضى ويترجل وآخر يأتي يمتشق الايام
نتأمل بقايا الذكريات
التي تساقطت كأوراق الخريق
ووعود العام الجديد التي تزهر كاحلام الربيع
نتشبث باللحظة
نسألها إلا تمضي سريعاً لكنها مثل كل شيء تنساب بين الأصابع كحبات رمل في مهب الريح
ها نحن نودع عاما راحلا كما نودع وجها غاليا نلقى عليه نظرة أخيرة ثم نشيعه إلى المجهول لكنه لا يمضي وحده يحمل معه جزءا منا جزءا من ضحكاتنا من أحزاننا من احلامنا التي لم تكتمل بعد
ويأتي العام الجديد كطفل يولد من رحم الليل يحمل معه أملا جديدا واحمالا قديمه ثقيله لم يلقها السلف
نغلق أعيننا ونتمنى
لكننا نعلم في أعماقنا أنه امتداد آخر مسافة أخرى نقطعها مرغمين
فما العمر إلا وهم طويل نطيل خيوطه بكل ما نخلف وراءنا لكننا لا ندرك ابدا أننا في الحقيقة نعود إلى البداية إلى نقطة اولى حيث تتحد السنوات والأجيال والذكريات في دائرة واحدة تسمى الحياة
فامص أيها العام واترك لنا الدرب الجديد
سنحمله كما حملنا
وسننقش على أيامه كل ما تبقى فينا من شغف للحياة
بقلم الاستاذ أبو الأغر هندي دويكات
طابت أوقاتكم بكل خير وسعاده
وكل عام وانتم بالف الف خير وسعاده
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق