رقصة منتصف الليل في برلين
************************٠
العشاء، رأس العام،
كسرة خبز
وحمرة تتثاءب في كؤوس باهظة.
وضحكات تخلع عنها معاطف الوحدة٠٠
٠
رأس العام
مشجب قرب نافذة الحانة
تتدفق منه موسيقى
أنهارا تعبر صقيع الغربة٠٠
٠
رأس العام
مزلاج باب يُصَفِّقُ كل حينٍ٠٠
على مصراعيه يحضن نكتة عابرة٠٠
نكتة تَمْرُقُ سهمََا مصوبا إلى قلب الليل
٠
رأس العام
كاميرا بوجه الضباب
ترقب كل نظرة بالغيب،
وعدًا بالذهاب إلى غد أقل برودة.
٠
رأس العام
صمتٌ عند الأنخاب، يراوده الفراغ٠٠
يتشابكان بالأيدي
ويأتي الصراخ ليقلب الطاولة والأكواب٠٠
٠
ليلة رأس العام
شهابٌ يحترق في سروال أحدهم،
يلهث خلف شقراءٍ،
ليكتب على جسدها قصيدة بلغة الضوء.
٠
ليلة رأس العام
غانية بالحانة..
عندما يلامسها السكران،
تختنق كقصيدة بضحكة صاخبة..
.
ليلة رأس العام
ينقلب كل شيء..
تتعالى القهقهات،
ويظهر شابٌ بثوب فتاة.
.
ليلة رأس العام
سروالٌ محروقٌ
يتهكم في زاوية خافتة من سيلان الوقت
ويعاكس عقارب الساعة...
.
ليلة رأس العام
لم تبق غير عينيْن، كلماتهما حُبلى بالشوق،
لا تغادران شاشة الهاتف،
تنتظران صوتًا من الأعماق يشبه الوطن.
.
وحده العام الجديد
يحاول ترتيب الأيام
كمن يُعيد بناء جدار مهدوم..
وبين أصابعه ترقد مدينة كبرى.
.
وعند منتصف الليل،
حين ابتلعت الضوضاء صوتها،
تخرج الموسيقى
كضوء خافت من باب قديم..
.
الموسيقى ليست أمرأة الليل..
إنما هي فراشة تبحث عن نار،
وجدت نفسها في رقصة لا تعرفها
يمسكها شابٌ، بيدٍ كغيمة..
.
يجذبها إلى دائرة الضوء،
وكأنهما وحدهما أحياء
في هذا العالم البارد.
كانت خطواتهما لغة..
.
كان حوارُهما
فوضى بين جسدين لا يعرفان القواعد..
انسجامًا مذهلًا للنشاز...
كان ضربا على أوتار كمان..
.
في اللحظة الصفر
من عام مضى وعام يجيء
العيون تومض، والأرواح تتشابك دون إذن.
والكون، بحذافيره، ينحني لهما في اجلال...
.
في اللحظة الصفر..
كل الألعاب النارية، كل الألوان،
تتلاشى،..
تتلاش............ى..
.
وحدهما يوُلدان من هذا اللقاء.
لا كلمات قيلت،
لكن الحب، كعادته،
دوما يضيء الطريق بصمته العميق.
راضية بصيلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق