الاثنين، 13 يناير 2025

رقصة منتصف الليل في برلين بقلم الكاتبة راضية بصيلة.

 رقصة منتصف الليل في برلين

************************٠


العشاء، رأس العام، 

كسرة خبز 

وحمرة تتثاءب في كؤوس باهظة.

وضحكات تخلع عنها معاطف الوحدة٠٠

٠

رأس العام 

مشجب قرب نافذة الحانة

تتدفق منه موسيقى 

أنهارا تعبر صقيع الغربة٠٠

٠

رأس العام 

مزلاج باب يُصَفِّقُ كل حينٍ٠٠ 

على مصراعيه يحضن نكتة عابرة٠٠

نكتة تَمْرُقُ سهمََا مصوبا إلى قلب الليل

٠

رأس العام

كاميرا بوجه الضباب 

ترقب كل نظرة بالغيب، 

وعدًا  بالذهاب إلى غد أقل برودة.

٠

رأس العام

صمتٌ عند الأنخاب، يراوده الفراغ٠٠

 يتشابكان بالأيدي 

ويأتي الصراخ ليقلب الطاولة والأكواب٠٠

٠

ليلة رأس العام

شهابٌ يحترق في سروال أحدهم،

يلهث خلف شقراءٍ،

ليكتب على جسدها قصيدة بلغة الضوء.

٠

ليلة رأس العام

غانية بالحانة..

 عندما يلامسها السكران،

تختنق كقصيدة بضحكة صاخبة..

.

ليلة رأس العام 

ينقلب كل شيء..

تتعالى القهقهات،

ويظهر شابٌ بثوب فتاة.

.

ليلة رأس العام

سروالٌ محروقٌ

يتهكم في زاوية خافتة من سيلان الوقت

ويعاكس عقارب الساعة...

.

ليلة رأس العام

لم تبق غير عينيْن، كلماتهما حُبلى بالشوق،

 لا تغادران شاشة الهاتف،

تنتظران صوتًا من الأعماق يشبه الوطن.

.

وحده العام الجديد 

يحاول ترتيب الأيام 

كمن يُعيد بناء جدار مهدوم..

وبين أصابعه ترقد  مدينة كبرى.

.


وعند منتصف الليل،

حين ابتلعت الضوضاء صوتها،

تخرج الموسيقى 

كضوء خافت من باب قديم..

.


الموسيقى ليست أمرأة الليل.. 

إنما هي فراشة تبحث عن نار،

وجدت نفسها في رقصة لا تعرفها 

يمسكها شابٌ، بيدٍ كغيمة..


.

يجذبها إلى دائرة الضوء،

وكأنهما وحدهما أحياء

في هذا العالم البارد.

كانت خطواتهما لغة..

.

كان حوارُهما 

فوضى بين جسدين لا يعرفان القواعد..

انسجامًا مذهلًا للنشاز...

كان ضربا على أوتار كمان.. 

.


في اللحظة الصفر

 من عام مضى وعام يجيء

العيون تومض، والأرواح تتشابك دون إذن.

والكون، بحذافيره، ينحني  لهما في اجلال...

.

في اللحظة الصفر..

كل الألعاب النارية، كل الألوان،

تتلاشى،..

تتلاش............ى..

.

وحدهما  يوُلدان من هذا اللقاء.

لا كلمات قيلت،

لكن الحب، كعادته،

دوما يضيء الطريق بصمته العميق.


راضية بصيلة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق