اللغة العربية تتحث عن نفسها
أنا تاجُ اللغاتِ بغيرِ فخرِ
ولفظي بالمحافلِ عينُ سحرِ
حباني اللهُ منزلةً وشأنًا
ومجد العزمرسوم بصدري
ولي دون اللغات كحرف ضاد
ولدت بكلِّ باديةٍ وقفرِ
فصرتُ أنا صراطًا دون ميلٍ
وكنتُ منَ الأوائلِ عين ذكرِ
وحرفي صار رسمًا في كتابٍ
فنلت الفوزَ مدعومًا بنصرِ
أنا لهجُ العروبةِ منْ قديمٍ
لبستُ الحسنَ منْ حللٍ وعطرِ
نفيسُ القدرِ مكنوزٌ بعمقي
وملهمةُ الأديبِ بكلِّ عصرِ
عروسٌ كالبدورِ وضوءِ شمسٍ
وروضٌ منْ بساتينِ وزهرِ
بلغتُ المجدَ في أعلى سحابٍ
أنا روحُ البلاغةِ بينَ سطرِ
وبالقرآن نلتُ جلالَ قدرٍ
و نجمي بالسماء شبيهُ بدرِ
أنا شمسٌ تشعُ على لغاتٍ
وأحيي في النفوس بديع شعرِ
حذاري أن تشك بحسن قدري
أنا خيرُ البيانِ بكلِّ فجرِ
وصرتُ اليومَ في سبقٍ وعزٍّ
بما جادَ البليغُ بروحِ فكرِ
كفى إنَّ الكتابَ برسمِ حرفي
وتسمعني بصوتٍ كلِّ فجرِ
درجتٌ على ربوعِ العربِ طرًا
وصرتُ لسانَ أقطارٍ وبحرِ
ومنْ لمْ يسمع القرآنَ دومًا
سيبقى تحتَ أنقاضٍ وبئرِ
ففي القرآنِ مكنوني وسحري
فأسرارُ البلاغةِ عمقُ بحرِ
ملكتُ السحرَ من ذوقٍ وحسنٍ
وعذبُ اللفظِ جاءَ بكلّّ يسرِ
بقلم كمال الدين حسين القاضي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق