الأربعاء، 15 يناير 2025

شَهْدُ السِنِين بقلم الشاعر الهاشمي البلعزي

 شَهْدُ السِنِين


عَلَى أَوْتَارِ الصُبْحِ نَمْشِي

وَ النَدَى يَقْفُوا خُطَانَا

مِنْ رَحِيقِ العَيْنِ يَجْرِي

صَوْتُنَا فِيهِ رُؤَانَا

حَدِّثِينِي عَنْ هَوَانَا

عَنْ سَمَاءٍ لَيْسَ فِيهَا

غَيْرَ هَمْسٍ مِنْ لِقَانَا

عَنْ حَنِينٍ كَانَ يَغْفُو بَيْنَنَا

اِنْشَغَلْنَا فَجَفَانَا

رُدَّ  قَلْبِي كَيْ أَرَانَا

بَعْضُنَا يَغْتَالُ بَعْضٍ

نَحْنُ نَمْشِي ...نَحْنُ نَمْشِي

يَا خُيُوطَ الفَجْرِ شُدِّي

طَيْفَهَا نَحْوِي وَ رُدِّي

أَبْسُطُ لِلْوَرْدِ خَدِّي

وَ يَبِيتُ الحُبُّ عِنْدِي

كُلَّمَا نَادَيْتُ مُدِّي

خَطْوَكِ نَحْوِي نُعَدِّي

جَاءَتِ الأَيَّامُ ضِدِّي

هَاكِ زِنْدِي

عَالِجِي مَنْ صَدَّ وِدِّي

سَنُعَدِي

بَسْمَةٌ أَنْتِ عَلَى شَفَةِ الصَبَاح

عِشْقَةٌ أُخْرَى مِنَ الحُبِّ المُبَاح

فَتَعَالِي نُمْسِكُ أَطْرَافَ الرِيَاح

وَ نَعُودُ لِلْصَبَاح

نَشْحَنُ مِنْهُ هَبَّةً أُخْرَى لِلْكِفَاح

كَيْ نُعَدِي

وَ نُعَدِي

لَا تُبَرِّر مَا مَضَى

اِسْتَقِمْ وَ بَادِر بِلَضْمِ الأُمْنِيَات

عَطِّرْ الأَيَّامَ طِيبًا

وَ دَعْهَا لِلْقَضَاء

لَسْتَ وَحْدَك

إِنَّمَا الأيَّامُ نَوءٌ وَ صَفَاء

وَهيَ قَبْضٌ وَ عَطَاء

فابْسُطِ الكَفَّ وَ كُنْ أَنْتَ الشِفَاء

أَوْقِفِ الصُورَةَ أَرَاكَ فِي هَنَاء

دَعِ الأَقْلَامَ تَسْتَرِيحُ

بَاغِتْهُم بِالضِيَاء

خُذْ سَاعَةً مِنْ بُؤْبُؤِ المَسَاء

تَنَفَسْ بِعُمْقٍ

زِدْ جُرْعَةً لِأَجْلِهَا

خَلِّلْ الصَبَاحَ بِالأَمَل

تَفَقَدْ دَفَاتِرَهَا

إِيَّاكَ أَنْ تَمَل

تَلَذَذْ جُرْعَةَ العَسَل

بِالحُبِّ وَ العَمَل

تَطْرُدُ الفَشَل

وَ نُعَدِي

كَيْفَمَا كُنَّا نُغَنِّي

نَحْنُ صَوْتُ الحَالِمِين

نَحْنُ حُبٌّ وَ حَيَاةٌ

نَحْنُ نَهْجُ الصَابِرِين

نَحْنُ بِالنُورِ غَزَلْنَا

سُبُلٌا لِلْعَابِرِين

وَ رَسَمْنَا بِالقَصِيدِ

وَرْدَةً لِلْسَائِلِين

كُلَّمَا أَرْسَلْتُ صَوْتًا

جَاءَنِي الرَدُّ  يَقِين

أَنْتِ حُبِّي وَ حَيَاتِي

أَنْتِ لِي شَهْدُ السِنِين


الهاشمي البلعزي

14/01/2025

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق