الخميس، 2 يناير 2025

"ليس إلا صمت" بقلم سلام السيد

 "ليس إلا صمت"

ارتجاج الصدى في حيزه يحدث أثرًا،
وأتساءل: هل للصمت شيء منه؟
في بوتقة الأسماع، يرن همسٌ بعيد،
كأنه مسافة من التشظي،
لغة انتقال، أو سعة تحريك،
كأنما يلاحق الأثر أثرًا،
والظل مائل نحو الهروب،
أو وقتٌ للرحيل يستلزم التأهب،
ليعد لحظتها الموقتة بالانفلات.
ويمضي مسرعًا كحلمٍ يصل إلى أقصى مداه،
إلى خيال الفرح المؤمل،
المختنق داخل حنجرة النطق،
بلا أي صوت.
من يدرك من؟
من يلحق الآخر؟
والخطى، أشباه أرجل العابرين،
تتبع بعضها،
تستعرض تمثالها بفستان العزاء،
وتدخر هيبتها من الانكسار.
الحقيقة المهملة،
وسكون النداء معلقٌ بالأفواه،
تخشى السقوط بمجرد الكلمة،
والمعنى يتصدره الآخر،
خاليًا من مغادرتها التكلم.
نسيت.
وللوقع المبرم، العتمة ملجأ آمن،
أن تلقي بنفسك إلى العتمة،
لا شيء سوى الصمت.
قيل: جمرة النظرة تكوي اللون،
والاكتحال للمشاهدة.
ولا أتذكر،
كما من الصور الماثلة في عينيّ،
تتشبه بك.
وأيضًا ظلها، وظلالها،
والظليل الممتد سعة الرؤية،
من بعيدٍ أو قريبها،
صدقها ومكذوبها بقيد البهجة لها.
وأنا، أتم المحاكاة صمتًا،
أتابع تلك الخطوة الأولى
بحلقتها المفقودة.
وحقيقتها واحدة،
خلاف موتها بالوجوه المختلفة.
ما يخصني في البوح،
أن تغادر، لا شيء معك،
أو تحمل ما يخصك للجلسة الأخرى:
بلا وجه،
بلا حلم،
بلا ظلم.
عليك أن تعد للمحاكاة،
نطقًا يسع حقيقتك الكبرى.
سلام السيد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق