عشبة الأرض
افسحي لي أرضك
فأنا الوابل الذي يبكيني الندى
وأمحو نعاسه
افسحي لي
وأريني كأسك أملؤه
وأشرب نخبه
أريني ولا تقولي حسبه
لا حسب لي سوى طولك وعرضك
أريني الجذر والعصب
أريني الماس والقصب
... افسحي لي أرضك
فأنا الديمة
أيتها الوسيمة
افسحي لي كل ما أوتيتي من قلاع
افسحي العروق
والمخازن والسدود
افسحي لي الخدود
افسحي لي فأنا بلا مدى
لأكون أنا الحدود
والمكاتب والتاريخ فأنا أهوى الإطلاع
افسحي للديمة
ياعديمة
فالندى قطر
لا يبلغ المدى
يا فسيحة المجال
يا فصيحة اللسان
يا ميدان المحال
شتان بين تعرق الندى
وبين الهدى
يكفيه فخرا أنه من جسم السماء
افسحي أرضك لمطرة السحاب
لأرى أي عشبة
أي لعبة
أنت
هل فنيت
أنا الحياة
هل غنيت
يوما
هل تمنيت
أنا محقق المنى
والمزمار الذي سيعزف لحنك
أنا الرعد والبرق
الذي سيتولى شحنك
لا حلم على الأرض السوداء
إن كنت نجما في الأرض
فأنت مرعى للندى
وأنا ري المدى
وعيني لا يجرحها سوى
النخل باسقات السوق
والصفصاف
صواف تلثم ريح العفاف
كرواحل النوق
هل تعرفين كيف تتوق
لا حد لشوقها
هل تعرفين ذميلها نحو الديار
وأنا فوقها مسوق بشوقها
لست أسوق
أنا كالشروق
لا بد أن أثمل بالضحك
بعد لمظ الإبتسام
أنا كالصائم لي فرحتان
لا بد أن أبلغ منك أوجتي
فرحتي
كعابد جن على الصيام والقيام
وأنا عليهما
وزدت
جنون التغلغل في المسام
إن كنت أسيرة يا عشبتي
فقد أتى يوم الخلاص
لا حساب
ولا عتاب
شعب الحدائق كثيرة
وأنا وهبتك الإخلاص
إن كنت نجمة السماء
فأنا وأنت سواء
هل قلت وضعت جسدي
على أرض الوطن نجمة
افسحيه لعطري
فسيل حريتي يجرفك
هل قلت
وضعته حرفا على أوراقه
فأنا الدم في عروقه
وهو سطري
أنا وطنه
ومنفاه
من أرض الرمل الذي لم تحتضنه
فذراعيها سراب
حبها لا طائل منه
انتقام
السكنى كثير
والنهار
من أجبر البوم على الظلام
من أجبره على الخراب
لتكوني من أنت
أحب التمرد الذي يخلقك طفرة
لأنه خَلق جديد..
لكن سلك الإعتدال يستهويني
أنظم فيه على نسق
السلك راحة يا عشبتي
آلمتنني يا شوكتي
تمنيت أن كنت على معصمي
لبلابة تلفني
الوطن واسع ياعشبتي
والسماء التي جرحتها
لا تحقد
ألا فأعلمي.
عبد الكريم يوسفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق