قصة قصيرة
اليقطين
للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل
في الحي الذي اختلطت فيه الطبقات ما بين أثرياء و اصحاب نفوذ و أسر متوسطه الدخل نشأ عماد في أسرة عاديه اب يمتلك مصنع صغير للملابس يطلق عليه مشغل و ام جاهله تشاكس الجيران لأتفه الأسباب و اخوه من البنين اخطرهم تيفه المدمن الذي يلفق له رجال المباحث كل فتره قضيه مخدرات وتم تصنيفه كأحدي المسجلين خطر في المدينه ، في البدايه تأقلم عماد علي هذا الوضع الذي نشأ عليه حتي تزوج والده من غحظي الفتيات اللتي يعملن في مشغله وعلي أثرها اندلعت المشاحنات و الخلافات بين والدته وأبيه حتي توفي والده بازمه قلبيه مفاجئه و باعت الاسره المشغل للحج عاشور صاحب الفيلا القابعه في نهايه الشارع و التي يعيش فيها بمفرده فهو لم يتزوج رغم كبر سنه الذي جاوز الستين بقليل لاصابه بإعاقة في قدمه صحبته منذ طفولته .
بعد بيع المشغل بدأ الحج عاشور في الاهتمام بعماد و اعتبره ابنه الذي لم ينتبه و أصبح عماد مقيم مع الحج عاشور في الفيلا طوال اليوم و لا يفارقه الا ساعه النوم و مع الأيام بدأ الحج عاشور في اصطحاب عماد في جميع الأماكن التي يزورها فقد كان عضو فعال و بارز في نادي المدينه و الجمعيات الخيريه و علي علاقه بكبار القوم في المدينه ورغم محاولات الحج عاشور في توفير تعليم مناسب لعماد إلا أن عماد فشل في تحقيق حلم الحج عاشور و اكتفي بالحصول علي دبلوم تجاري متوسط ،لم يتواني الحج عاشور عن توفير فرصه عمل لعماد في أحدي الجامعات الخاصه و تم التعيين بدرجه اداري شئون طلبه
و لم يفلت عماد الفرصه و بدأ في تعميق علاقاته برجال الأعمال و أصحاب النفوذ في المدينه حتي أتي اليوم الذي توفي فيه الحاج عاشور بعد فتره مرض قصيره التصق به عماد فيها و لم يتركه ساعه واحده
في تلك اللحظات قامت ثورة يناير و بدأت المحاكمات لكل رموز العصر وعماد يتابع بحذر تلك التغيرات التي هبت علي حياته فجاه بدايه من وفاه أباه الروحي و قيام الثوره و هروب كثير ممن كان عماد يعول عليهم مسانده بعد وفاه عاشور حتي أتاه تليفون من أحد المسئولين السابقين في المدينه و الذي جمع ثروات هائله و يعد من اغني أغنياء المحافظه يطلب منه اللقاء باسرع وقت ممكن
بالفعل توجه عماد إليه و لكنه وجد في مكتبه المحامي و بعض اتباعه
طلب من عماد التوقيع بشراء بعض الممتلكات من شقق و عمارات و سيارات و بالفعل وقع عماد علي الاوراق
مجامله لهذا الرجل صديق الحج عاشور و الذي كانت له ايدي بيضاء في حياه عماد
و بالفعل أصبح عماد بين عشيه وضحاها يمتلك الملايين و الشقق و الأراضي منتظرا ما سوف تسفر عنه الايام القادمه
و ماهي الا ساعات قليله و سافر رجل الأعمال ألي الخارج قبل أن يتم القبض عليه ووضع أملاكه تحت الحراسه
مرت الايام و عماد يدير الممتلكات لحسابه و ينتظر عوده رجل الأعمال حتي يرد الامانه فهو لا يستطيع غير ذلك و لكنه عاش علي مبدا احييني النهاردة و موتني بكره
و بالفعل بدأ و لاول مره يعيش حياة الأثرياء فقد كانت اداره تلك الأموال تدر عليه دخل وفير تمني الا يستيقظ من هذا الحلم و أن يستمر الوضع علي ما و عليه حتي يحقق الثروة التي يحلم بها
مر عامان و عادت زوجه رحل الأعمال و هي تتشح بالسواد فقد توفي زوجها في الخارج بعد صراع مع المرض
و علمت منه قبل وفاه بأن الثروه مع عماد و عليها أن تستردها
و بالفعل بمجرد عودتها إلي الوطن اتصلت بعماد الذي رحب بعودتها للوطن مع حزنه الشديده و اسفه لوفاه زوجها
و لكنه حذرها من أن تسترد الثروه الآن حيث أن الأمور غير مستقرة و مازالت المحاكمات تعقد علي قدم و ساق و عرض عليها أن يدير لها الأموال و هي في الظل حتي تستقر الأمور
رحبت بالفكرة و لكنها اشترطت أن يوقع علي شيكات بقيمه الممتلكات و لكنه رفض و برر لها شلك أن يقوم بخدمه و لا يريد توريط نفسه بأوراق فهو لا يضمن المكسب و مع استمرار المناقشات اعجبت بأسلوبه و شخصيته و طريقه إقناعه خاصه و هو أيضا انبهر بجمالها ورقتها و اصولها العريقه كلها اشياءحرم منها و لن يجد سيده مثلها تقاسمه حياته القادمه و التي تعود عليها و لا يستطيع العيش بغيرها بعد أن جربها
و بالفعل مع الأيام عرض عليها الزواج و وافقت علي أن يكون الزواج سريا نظرا للظروف التي تمر بها البلاد
ومع بدء الترشيح للانتخابات الرئاسية و انشغال الجميع بمعركه الدستور اولا تم تهريب الأموال إلي الخارج
بعدها سافرا علي نفس الطائره إلي أحدي البلاد الاوربيه و إعلانا زواجهما
و افتتحا مع أحدي شركات النظافه في الخارج مصنع لزراعه اليقطين (اللوف) و التصدير لجميع انحاء العالم
تحت شعار خبره اوربيه و أموال مصريه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق