"أورثني أبي"/ مجيدة محمدي
أورثني أبي، ساعة حائط لا تعرف الوقت،
عقاربها تدور للخلف أحيانًا،
لتعيد لي لحظات لم أطلب استعادتها،
وأحيانًا تتوقف تمامًا،
لأسمع صمتًا يُشبه النسيان.
أورثني كومة أحلام مستعملة،
بعضها مُمزق الأطراف،
وبعضها يحمل رائحة مطر لم يهطل بعد،
وقال لي: "هذه لك، جربي أن تحلميها."
أورثني بابًا قديمًا،
قال إنه كان يُفتح على حرية،
لكنني وجدته مغلقًا بمفتاح فقد في عاصفة ،
فصرت أطرقه دون أن أسمع صدى.
أورثني ضحكة غير مكتملة،
كأنها تُركت في منتصفها،
وعينين أرى بهما الأحزان،
لكنهما لا تبصرا سوى نهايات مؤجلة.
أورثني وصية مكتوبة على ورق الشجر،
قال لي: "إقرئيها إذا ضعت"،
لكن الرياح كانت أسرع مني،
فلم أقرأ إلا كلمة واحدة: إنتظري .
أورثني أرجوحة،
تأرجحني بين حافة اليقين
وهاوية الشك،
قال إنها كانت تضحكه،
لكنني شعرت بالدوار.
أورثني حبلاً من الضوء،
قاسٍ كالصبر،
لين كالكذب،
وقال: "اصنعي به طريقك."
أورثني أبي ميراثًا من الرماد،
جمعه من حرائق لم أشعلها،
وطلب مني أن أبحث بينه عن شرارة جديدة،
لكنني وجدتني أنثره على الريح،
لأُبقي على شيء من الذكرى.
أورثني أبي كل شيء...
وأخذ معه كل ما لم أستطع فهمه،
ترك لي ظله،
ليذكرني أنني امتداد لحكاية لم تكتمل....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق