الأربعاء، 1 يناير 2025

إشراقة شمس بقلم الكاتب يحيى محمد سمونة - سوريا.حلب

 إشراقة شمس

= 5 =
ما زلت أسرد لكم أيها الأحباب وقائع و تفاصيل مظاهرة جامع الروضة بحلب/ 1979/ و ردة فعل النظام و سلوكه غير المبرر تجاهها
و قلت بأن المظاهرة سلمية خرجت عقب صلاة الجمعة تطالب بالإفراج عن إمام الجامع المعتقل في فرع أمن الدولة الشيخ طاهر خير الله رحمه الله
بعد صلاة المغرب من ذلك اليوم التقيت عددا من شباب الجامع و تحدثنا عن طريقة النظام في مواجهة المظاهرة و أنه أضاف إلى سجله الأسود صفحة جديدة
و بادرت إلى سؤال الشباب ما إذا كان أحدهم شاهد أخي /رضوان/ أو أخي/بدر/ خلال تلك المظاهرة فقال أحدهم نعم أنا شاهدتهم بعد أن هربت من مكان المظاهرة و مكثت غير بعيد أراقب ما يحدث و قد شاهدت إخوتك يدفعهم عناصر الأمن إلى واحدة من الحافلات التي تم إحضارها تمهيدا لاعتقالات، و لم ألحظ بإخوتك أثرا لجراح
حمدت الله تعالى على سلامة إخوتي من جراح، و كتمت غيظا و حزنا و ألما إذ تم اعتقالهم، و قد سلوت نفسي بالقول لا بد أنه توقيف مؤقت ليوم أو يومين فالمظاهرة سلمية و ليس ثمة ما يدعو إلى اعتقال أي شخص - و قد خاب ظني ذاك -
ختمت لقائي مع كوكبة الشباب هذه باعتذار منهم، و أخبرتهم بأنني سأسافر هذه الليلة للالتحاق بوحدتي العسكرية، و سألتهم عما يمكن عمله إزاء الأحداث الأخيرة و تبين لي أن رؤاهم لم تكن تبلورت بعد و أن المسألة تتطلب شيئا من هدوء و روية و قد أسفر عدو الشعب عن وجه قبيح و أياد ملطخة
توجهت بعدها نحو البيت و في رأسي كم هائل من المشاعر التي تثير في النفس غضبا و سخطا و اشمئزازا تجاه الطغمة الحاكمة،
و سألت نفسي كيف سأخبر أمي عن اعتقال أخوتي من غير أن أكون سببا في انهيارها
كانت أمي رحمها الله قد أتمت في ذلك العام الخمسين من عمرها، و أبناؤها الذين هم محل الحديث مازالوا بعمر الورود
أخي بدر تولد /1956/ أي كان عمره آنذاك /23سنة/
أنا يحيى تولد/1957/ و كان عمري آنذاك /22سنة/
أخي رضوان - يرحمه الله - تولد/1959/ و كان عمره آنذاك /20سنة/
كانت أمي رحمها الله تعالى أخت رجال، قوية عزيزة لا تلين لها قناة ولا تنام على ضيم ولا تساوم على المبادئ [ أذكر أن أخي رضوان رحمه الله تعالى طلب منها يوما أن ترافقه إلى الجميلية - و كان مطلوبا لأجهزة الأمن - يريد إيصال رسالة إلى شاب ينتظره هناك غير أن أخي يخشى أن يسير بمفرده و أن سيره بجانب أمه يقلل من فرص اعتقاله، فلم تتردد أمي لحظة في تلبية طلبه ذاك ]
و للحديث بقية بعون الله تعالى
- وكتب: يحيى محمد سمونة - سوريا.حلب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق