إشراقة شمس
= 5 =
ما زلت أسرد لكم أيها الأحباب وقائع و تفاصيل مظاهرة جامع الروضة بحلب/ 1979/ و ردة فعل النظام و سلوكه غير المبرر تجاهها
بعد صلاة المغرب من ذلك اليوم التقيت عددا من شباب الجامع و تحدثنا عن طريقة النظام في مواجهة المظاهرة و أنه أضاف إلى سجله الأسود صفحة جديدة
و بادرت إلى سؤال الشباب ما إذا كان أحدهم شاهد أخي /رضوان/ أو أخي/بدر/ خلال تلك المظاهرة فقال أحدهم نعم أنا شاهدتهم بعد أن هربت من مكان المظاهرة و مكثت غير بعيد أراقب ما يحدث و قد شاهدت إخوتك يدفعهم عناصر الأمن إلى واحدة من الحافلات التي تم إحضارها تمهيدا لاعتقالات، و لم ألحظ بإخوتك أثرا لجراح
حمدت الله تعالى على سلامة إخوتي من جراح، و كتمت غيظا و حزنا و ألما إذ تم اعتقالهم، و قد سلوت نفسي بالقول لا بد أنه توقيف مؤقت ليوم أو يومين فالمظاهرة سلمية و ليس ثمة ما يدعو إلى اعتقال أي شخص - و قد خاب ظني ذاك -
ختمت لقائي مع كوكبة الشباب هذه باعتذار منهم، و أخبرتهم بأنني سأسافر هذه الليلة للالتحاق بوحدتي العسكرية، و سألتهم عما يمكن عمله إزاء الأحداث الأخيرة و تبين لي أن رؤاهم لم تكن تبلورت بعد و أن المسألة تتطلب شيئا من هدوء و روية و قد أسفر عدو الشعب عن وجه قبيح و أياد ملطخة
توجهت بعدها نحو البيت و في رأسي كم هائل من المشاعر التي تثير في النفس غضبا و سخطا و اشمئزازا تجاه الطغمة الحاكمة،
و سألت نفسي كيف سأخبر أمي عن اعتقال أخوتي من غير أن أكون سببا في انهيارها
كانت أمي رحمها الله قد أتمت في ذلك العام الخمسين من عمرها، و أبناؤها الذين هم محل الحديث مازالوا بعمر الورود
أخي بدر تولد /1956/ أي كان عمره آنذاك /23سنة/
أنا يحيى تولد/1957/ و كان عمري آنذاك /22سنة/
أخي رضوان - يرحمه الله - تولد/1959/ و كان عمره آنذاك /20سنة/
كانت أمي رحمها الله تعالى أخت رجال، قوية عزيزة لا تلين لها قناة ولا تنام على ضيم ولا تساوم على المبادئ [ أذكر أن أخي رضوان رحمه الله تعالى طلب منها يوما أن ترافقه إلى الجميلية - و كان مطلوبا لأجهزة الأمن - يريد إيصال رسالة إلى شاب ينتظره هناك غير أن أخي يخشى أن يسير بمفرده و أن سيره بجانب أمه يقلل من فرص اعتقاله، فلم تتردد أمي لحظة في تلبية طلبه ذاك ]
و للحديث بقية بعون الله تعالى
- وكتب: يحيى محمد سمونة - سوريا.حلب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق