ذكريات و حوادث ووقائع إسلامية/
بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
( ساعة مع نفحات الإسراء والمعراج ٠٠!! )
كل عام و حضراتكم جميعا بخير و سلام ٠٠
أخي الصديق الكريم :
في البداية تعيش أمتنا العربية و الإسلامية ذكريات من عصر الرسالة المحمدية الخالدة في كل عام :
و منها على سبيل المثال لا الحصر :
ذكريات يوم ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ، و غزوة بدر و الهجرة المحمدية و تحويل القبلة و الإسراء والمعراج و ليلة القدر و فتح مكة و غيرها ٠٠
فكلها أيام مباركة و ذكريات خير مليئة والفضائل و النعم ٠٠
و كنا نسمع في كل تاريخ مناسبة و حادثة خُطبة ودرس عنها في يومها و شهرها ، من سيدنا - الله يرحمه - في الجامع و نخرج فاهمين و حافظين قصة الواقعة ٠
- و قالت دار الافتاء المصرية :
إن المعتمد من أقوال العلماء سلفًا وخلفًا وعليه عمل المسلمين أنَّ الإسراء والمعراج وقع في ليلة سبعٍ وعشرين من شهر رجبٍ الأصمِّ.
و بعيدا عن التشكيك و الخلاف و النظرة إلى الشكليات فالغرض إحياء هذه المناسبات الطيبة في وقتها حتى تظل متداولة بين المسلمين و يعلمها النشء و يفهم الجميع الدروس و العبرة المستخلصة من هذه المواقف و مواصلة الأعمال الطيبة الصالحة ٠
و أن بعد المحن منح و بعد العسر يسرا و بعد الهزيمة نصر في صمود و إيمان و يقين و أن الله عز وجل له حكمة بالغة لا نعلمها إلا بعد تحقيقها ٠٠
و هذه الأيام تمر علينا ذكرى حادثة و معجزة ( الإسراء والمعراج ) و قد فاض فيها العلماء و الفقهاء و الأدباء و الشعراء و غيرهم كثيرون ٠٠
حقا إنها مواسم الخير و ذكريات عزيزة علينا ، و من ثم حري بنا أن نحتفي بها قولا و عملا على أرض الواقع ، لكي نرويها للأجيال لمعرفة فصول من السيرة النبوية و الحكمة في استرجاع هذه الأيام الغالية علينا جميعا ٠
ويري جمهور العلماء أنّ الإسراء والمعراج كانا في ليلة واحدة، وأنّهما كانا في حالة اليقظة بجسده وروحه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وهذا ما يدلّ عليه قول الله سبحانه وتعالى في بداية سورة الإسراء: (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ)، أي بروحه وجسده.
قال تعالي :
(سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)
" سورة الإسراء، الأية 1 "
وأمّا المعراج فهو ثابت بالأحاديث الصّحيحة التي رواها الثّقات العدول، كما في سورة النّجم في قوله سبحانه وتعالى:
( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى * عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى * ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى * لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى)
" سورة النجم "
لقد كانت رحلة الإسراء والمعراج إيناساً وتعويضاً للنّبي - صلّى الله عليه وسلّم - وذلك بعد أن نالت قريش منه ما لم تكن تطمع به بعد عام الحزن، وعام الحزن هو العام الذي توفّيت فيه زوجة النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - الوفيّة خديجة بنت خويلد، وكذلك عمّه أبو طالب الذي كان يدافع عنه ويحميه.
ثمّ جاء بعدها موقف أهل الطائف من النّبي صلّى الله عليه وسلّم، والتي لقي فيها ما لقي من الأذى، جاءت هذه الرّحلة المباركة كي تعوّضه عمّا فعله به أهل الأرض، والذين أغلقوا الأبواب أمام دعوته ..
= و من المعجزات في هذه الحادثة :
فقد رأى النّبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ خلال رحلته المباركة نهر الكوثر، وهو النّهر الذي اختصّه الله لنبيّه ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وذلك تكريماً له، فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أنّ النّبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قال:
(بينما أنا أسير في الجنّة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدرّ المجوّف، قلت ما هذا يا جبريل، قال هذا الكوثر الذي أعطاك ربّك، فإذا طينه أو طيبه مسك أذفر)
رواه البخاري
و أخيرا فعلينا أن نحتسب و نصبر الصبر الجميل فمعية الله مع عباده في كل زمان ومكان يمنحهم ما يتمنونه فأمر المسلم كله خير فليطمئن كل منا أن شاء الله .
و نصر و حفظ أهل فلسطين من الباغين المحتلين ٠
و للحديث بقية بأذن الله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق