الأحد، 5 يناير 2025

رسالة مبطنة لسيدة الوجع بقلم سلام السيد

 رسالة مبطنة لسيدة الوجع


من يتبصر الحقيقة كمن يدرك جوهر الألم.

ليس الكلمات المزخرفة، ولا الصور الهائمة

التي تتلهف لمعنى الحب،

بل هو سرٌ مخبأ بين الثنايا،

لا يُكشف إلا لمن يعبر الوجع بهدوء.


لا كل من يغلق نافذة الاستيطان

كمن يختار الراحة في العزلة،

فالرؤى، رغم براءتها،

تأخذ شكلاً وتُسقط لونها في صمت الحكاية.


هل في جدران الاغتراب عيون تتسع؟

أم أن السكوت يكتسحها،

فتلتهمها جدران مغلقة،

ويصبح "ممنوع البوح" هو الحكم؟


اعلمي أن الوجع يستكين عميقًا في النفس،

بين صراخ الأشياء التي تتزاحم،

يُختم بتجلدٍ وتصبرٍ في طي الذات.


أليس لكل لحظة بصيص من الذكرى؟

ترويها الكلمات في صمت،

كما تستنطق روح المحاكاة جهراً.


أنتِ، والمدى، وعناق ما قد خفي،

لا يتجسد بالضوء، بل يظل في العتمة عميًا.

هل عرفته يومًا؟ أم اكتشفته بعد؟

هل أدركتِه بنغم النداء،

أم أنكِ سمعتيه في صمتك؟


يا سيدةَ المسماة،

أيتها القصيدة،

التي لا تلتقي بين أحلام اليقظة

ولا تنتهي في سعة الانتظار.


أعيدها لكِ:

هل تعرفين حقًا معنى ذلك المسمى؟

أم أن الحب، ذاك الوهم،

لا يحمل إلا مرارة الأسى؟


سلام السيد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق