حــــتّى العـــصافير
اسكـــــتي يا مطر
فـلا أرض لـي تستحــق ماء
واسكني يا ريـاح
فـلا أزهـار عنـدي تبتغي لقاحا
مــات خريفي...وحلّ شــــتائي
تيبّست أغصاني ، ولا ربيع أنتظر
حــتى العـصافير فرّت من عروشي
تـــركت أعــشاشها دمّــــلا
عـــلى هـياكل في العراء ماثلة
كأنا ، عمود هاتف قديم على تلة الزمن
تقطـــعت خــيوطه ، فتـــآكل واندثر
فـــــلا أصـــوات تمرّ من هنا
ولا اتـــــصال ببني البـــشر
فقط صدى خيوط ، بــــها
تتــــلاعب الريــــاح حينا
يمتصـــها الصمت ، في جوفه تنام
في سكــــون عميق تحتضــــر
وأنا ، مازلت أذكــــر حبيــــبة
أعجبت بي ذات يوم ، فأحببتـــها
وركـــبنا أجنحــــة الهـــوى معا
تطوف بـــنا ، كما يطيب لنا الوصل
وجدتها اليوم أيضا ، على أطلال حبنا
دمعة ، وحشــرجة صوت حرج
مـددت لها يدي المشلولة مرتجفا
علّـــني أواسيها ، أو الى قلبي أضمها
سقطت على ضلـوع صدري ، تناثرت
قـصائد حزن ، على الملا ، تنتشــر
سعيد الشابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق