السبت، 4 يناير 2025

حــــتّى العـــصافير بقلم الأديب سعيد الشابي

 حــــتّى العـــصافير

اسكـــــتي يا مطر

فـلا أرض لـي تستحــق ماء

واسكني يا ريـاح

فـلا أزهـار عنـدي تبتغي لقاحا

مــات خريفي...وحلّ شــــتائي

تيبّست أغصاني ، ولا ربيع أنتظر

حــتى العـصافير فرّت من عروشي

تـــركت أعــشاشها دمّــــلا

عـــلى هـياكل في العراء ماثلة

كأنا ، عمود هاتف قديم على تلة الزمن

تقطـــعت خــيوطه ، فتـــآكل واندثر

فـــــلا أصـــوات تمرّ من هنا

ولا اتـــــصال ببني البـــشر

فقط صدى خيوط ، بــــها 

تتــــلاعب الريــــاح حينا

يمتصـــها الصمت ، في جوفه تنام

في سكــــون عميق تحتضــــر

وأنا ، مازلت أذكــــر حبيــــبة

أعجبت بي ذات يوم ، فأحببتـــها

وركـــبنا أجنحــــة الهـــوى معا

تطوف بـــنا ، كما يطيب لنا الوصل

وجدتها اليوم أيضا ، على أطلال حبنا

دمعة ، وحشــرجة صوت حرج

مـددت لها يدي المشلولة مرتجفا

علّـــني أواسيها ، أو الى قلبي أضمها

سقطت على ضلـوع صدري ، تناثرت

قـصائد حزن ، على الملا ، تنتشــر

سعيد الشابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق