إشراقة شمس
= 10 =
ما زلت أوثق لكم أيها الأحباب تداعيات مظاهرة جامع الروضة على عموم أهالي حلب الكرام، تلك المظاهرة السلمية التي خرجت تطالب بالإفراج عن الشيخ طاهر خير الله رحمه الله تعالى و كان ذلك عام/1979/
🌷🌷🌷
منذ يومين لم أخلد إلى نوم و لم أذق طعاما، وصلت إلى هنا قبل قليل، لم أتجرأ أن أدخل المسجد، خشيت أن يكون تحت رقابة رجال الأمن، أنا متعب جدا الآن، لست أقوى على السير، لقد أرسلت إليك كي تحضر لي مفاتيح بيت عمي أحمد سآوي إليه فترة وجيزة ريثما أجد حلا مناسبا لما استجد معي من أمور
تلك هي كلمات أخي رضوان، قالها لي و نحن متوجهين نحو بيت عمي أحمد - هو البيت الذي لا يبعد كثيرا عن بيت الأهل، و هو مهجور بحكم أن عمي لا يقييم في سورية -
صعدنا بصمت و على حذر درج بيت عمي الذي يقبع في الطابق الأخير، و عند الباب تركت أخي هناك ثم عدت مسرعا كي آتي بالمفتاح من بيت أهلي و بذات الوقت أبشر أمي بقدوم أخي رضوان
تلقت أمي خبر قدوم أخي بدموع و ابتهالات و انفعالات شتى و كادت أن تغيب عن الوعي لولا أنها تماسكت قليلا، ثم قالت خذ المفاتيح بسرعة بسرعة و أدخل أخاك إلى البيت لا تدع أحدا ينتبه إليكم و أنا سألحق بكم حالا. قلت لها إن ابنك لم يأكل شيئا منذ يومين فأحضري معك شيئا من طعام
و حين عدت إلى أخي وجدته قد أخذته غفوة رغم برودة الطقس [ كان ذلك في أواخر تشرين الثاني من عام 1980 ] و فيما كنت أفتح باب البيت، انتبه أخي و انتفض بسرعة و كأن الهواجس لم تزل تتقمصه
دخلنا البيت الذي كان بحاجة إلى تنظيف، لكنه لا وقت لهذا الآن ف رضوان مرهق جدا و بحاجة شديدة إلى نوم، لذا تركته يخلد إلى راحته، و أغلقت ورائي الباب، و مسرعا عدت إلى بيت الأهل [ إن نعمة الأمان لا تقدر بثمن ]
قلت لأمي أن تتريث بعض الشيء قبل ان تصعد لملاقات أخي فهو مرهق إلى أبعد حد ولا بد له أن ينام قليلا عساها نفسه المضطربة أن تهدأ
و خلال فترة نومي كانت أمي قد اصطحبت أختي و توجهتا معا نحو بيت عمي لملاقاة أخي و كان لقاء حارا امتزجت فيه الفرحة بالبكاء
كم كانت تخالجني رغبة أن أعرف أسرار أخي خلال فترة غيابه تلك، و هذه البندقية التي يحملها ما قصتها ؟ و ما هي توجهاته و آليات عمله وفق الظروف الصعبة التي تعيشها البلد ؟
- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب. سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق