أيا لغَةَ الحَضارةِ
أنا لغةُ الحضارة والكتابِ
أنا المطرُ المُحمّلُ في السّـحابِ
أنا الفُصْحى بذكرِ الله تُتْلى
فتنْتفضُ العقولُ من السّـرابِ
أنا البحرُ المحيطُ بروحِ وحْيٍ
تعطّرَ بالهُدى عِـــطْرَ الصّـوابِ
أنا الإبداعُ ديناً وانتـــساباً
أتوقُ إلى الفَصــاحةِ في شَبابي
فكيْف تحَوّلَ المنطوقُ لغواً
وسيّدةُ اللّــــغاتِ بلا انتــسابِ
أنا عربـــــيّةُ القرآنِ ذكرا
بياني بالبـــلاغةِ فاحَ عِـــطْرا
يُعَيّرُني الضّعافُ بكلّ عَجْزٍ
وَبِنْيةُ مَنْــطِقي تنْسابُ يُـــسْرا
بعلمِ النّحْــو بيَّنَها رِجالٌ
وأغْــــنوا إرْثَـــــــــها أدباً وفِـــكْرا
فجــــاءَ اليومَ قومٌ حاربوها
بلغْـــــــوٍ في التّواصلِ صارَ فَخْرا
فهل نسيَ الشّبابُ لسانَ مَجْدٍ
أقامَ حَضـــــــــارةً بَرّاً وبــــــحْرا
لساني في الحديثِ لسانُ ضادٍ
وديني في بالهُــدى دينُ الرّشادِ
يُلاحِقُني التّـــــخلّفُ منْ قُرونٍ
وقدْ عَمَّ التّدهورُ في بـــلادي
وَسِعْتُ كتابَ ربّ العالميـــــنَ
وعند الأهل قدْ كــثُرَ انتـقادي
رَموْني في الشبابِ بكلّ عُقْمٍ
وفي الــتّدريس قدْ عَبـــثوا بِزادي
فأمْسى في الورى ذِكْري ضَعيفاً
وعُطّلتِ العزائمُ في العـــبادِ
أرى الفُصحى مَجَرَّتُها تجودُ
وسِحْرُ الضّادِ يعْشـــــــقُهُ الوُجودُ
ورثنا العلمَ في القرآنِ نوراً
وفيه الوحيُ يــــــطْبعُهُ الخلودُ
كتابٌ بالبيانِ أتى فَصيحاً
فبانَ الحقُّ وانهزمَ الجُحــودُ
وجاءَ الفتحُ بالفتْوى مُبينــــاً
يؤازرُ نَصْرهُ الصّــــمدُ الودودُ
وقد أضحى به الإسلامُ شَمساً
أشعّةُ نورها نِعَــــــــمٌ وجودُ
أيا لغةَ الحــضارةِ لا تنامي
فإنّ الـــنّوم أثّــــرَ في الأنـــامِ
أريدُك أنْ تعودي عند أهْلـــي
وحرْفُكِ في الرّفيعِ مــنَ المـــقامِ
فأنتِ الأمنُ في وَطني وديني
وأنتِ النّورُ في غســــــقٍ الظّلامِ
أحِبّكُ حُبَّ أمّـــــي في فؤادي
لأنّكِ في فَــــــــــمي مِسْكُ الكلامِ
ولنْ أختارَ غيـــــرَكً يا لساني
لأنّي قدْ عَشِـــقْتُكَ في غًرامي
محمد الدبلي الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق