الخميس، 19 ديسمبر 2024

مع الاحتفاء بلغتنا العربية في اليوم العالمي ٠٠!! / بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - كاتب و باحث و تربوي مصري ٠

 مع الاحتفاء بلغتنا العربية في اليوم العالمي ٠٠!! /

بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - كاتب و باحث و تربوي مصري ٠
---------------------
" لغتنا العربية يسر لا عسر ونحن نملكها كما كان القدماء يملكونها، ولنا أن نضيف إليها ما نحتاج إليه في العصر الحديث " ٠
( عميد الأدب العربي د٠ طه حسين )
عزيزي القارىء الكريم ٠٠
نعم لقد شرف الله عز وجل لغتنا العربية بأن نزل بها القرآن الكريم ٠
و النبي محمد صلى الله عليه و سلم عربي و هو خاتم الأنبياء و المرسلين و الرحمة المهداة للعالمين ٠٠
قال تعالى :
" إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ "
( سورة يوسف : الآية ٢ )
و قال تعالى :
" بلسان عربي مبين "
( سورة الشعراء : الآية ١٩٥ ) ٠
وروى الطبرانى فى الأوسط عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أنا عربى، والقرآن عربى، ولسان أهل الجنة عربى ).
و مما لا شك فيه و لا جدال فهي لغة الضاد الشاعرة و لغة الضاد و لغة الإعراب و فضائلها كثيرة و استخداماتها متعددة المفردات بل و غنية و خصائصها الدلالية واسعة و كلما نتأملها في أسلوبها الرصين في حياتنا اليومية نطقا و كتابة نقف على جماليات التعبير ٠٠
و حافظ أهل علوم اللغة عليها من فساد اللحن نطقا و كتابة من أجل سلامة اللسان العربي و اليد ٠٠
و خاضوا معارك طاحنة لغوية و كلامية حتى نقوا كل شائبة و من ثم وصلت إلينا نقية جلية كما في المعاجم اليوم ٠
و ما أجمل النحو العربي الذي فاض فيه أبو الأسود الدولي واضعه بإشارة من الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ٠٠
حتى العرب يتقنونها بالسليقة و بالفطرة و ديار بني سعد و وادي عبقر ٠٠
و قد قيل أول من تكلم بها سيدنا إسماعيل عليه السلام و هو ابن عشر سنين ٠
و قد قال عنها الإمام الشافعي رحمه الله :
اللسان الذي اختاره الله عز وجل لسان العرب فأنزل به كتابه العزيز، وجعله لسان خاتم أنبيائه محمد، صلى الله عليه وسلم، ولهذا نقول: ينبغي لكل أحد يقدر على تعلم العربية أن يتعلمها لأنها اللسان الأولى).
و قال أيضا:
اللغة العربية لا يكاد يحيط بها إلا نبي ٠
و قال الشيخ ابن تيمية رحمة الله عليه :
" اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميّزون" ٠
و في عصرنا الحديث هذا قول عميد الأدب العربي د ٠ طه حسين :
" لغتنا العربية يسر لا عسر ونحن نملكها كما كان القدماء يملكونها، ولنا أن نضيف إليها ما نحتاج إليه في العصر الحديث " ٠
و أرى دون تعجب بل بالتأمل الجمالي و الذي أصبح بلا شك دائرا و سائرا مثل المثل العربي في الشيوع و الذيوع من حيث التجديد و التطور مع مستجدات و مستحدثات العصر لاستيعاب المسميات و المختراعات دون خلل ٠
و هذا يدل على مدى العلاقة الوثيقة بين اللفظ و المعنى تطابقا و هذا من أسرارها و بيانها و إنجازها إذ لم أكن هنا مخطأ في التحمس في الرأي و البرهان فهي لا تحتاج إلى دفاع فقد مر بها الدهر وسط حملات و تعود فتية قوية ٠٠
و نختصر هنا المشهد في الإطالة فقد فاض في الحديث عنها أفاضل من بني جلدتنا و من غيرها ممن حفظ لنا قدرها عربا و عجما هكذا ٠٠
و اكتفي ببعض أدبيات شاعر النيل حافظ ابراهيم في الحديث عن نفسها :
رَجَعتُ لِنَفسي فَاتَّهَمتُ حَصاتي
وَنادَيتُ قَومي فَاحتَسَبتُ حَياتي
رَمَوني بِعُقمٍ في الشَبابِ وَلَيتَني
عَقِمتُ فَلَم أَجزَع لِقَولِ عُداتي
وَلَدتُ وَلَمّا لَم أَجِد لِعَرائِسي
رِجالاً وَأَكفاءً وَأَدْتُ بَناتي
وَسِعْتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَةً
وَما ضِقْتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ
فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ
وَتَنسيقِ أَسْماءٍ لِمُختَرَعاتِ
أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ
فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي ٠
و أخيرا كل عام و أهل العربية و ناطقيها من غير العرب بخير و سلام دائما ٠


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق