شدوى المخلصين
لا تحسبوا الهجر شعاع
دفء غاب عن مآقينا
إن كنتم بما وعدتم أحبة
ما تركتموا الفؤاد يشغله الغريب
لا أنكر سهم غدركم صوب نحونا
نسيتم أحضانا لكم كانت منازيلا ..
نهش الفراق وسائد قد خلت
وجف الحب نبعا كان يروينا
كنا لكم بحر عشق بطوله
لا يعوم فيه إلا في الهوى كان صريعا
لا تحتوي الروح محبة بالألم تضوع
الى حين يأسف من بالنار كان يكوينا
كانت ديارنا بالشموع ضاوية ..
واليوم انطفأت الأنوار تبكي ليالينا
لا تظنوا سيل العين ماء من قلل ..
إن هطول الدمع شدوى المخلصين
كان الوصل نقاء شهد يغذينا
والأن تحنو كؤوس العطش تسقينا
أيام قرب معكم ألفنا حلاوتها
لكنها بعدكم صارت فيافي صحارينا
إن البعاد الذي أشقى مهجتنا
قد أقفل اليوم أبواب تلاقينا ..
ياحبيب جد عليّ بالجواب سألتك عجّل
فالبين أوقد نارا في موانينا ..
وفي بعدكم ماتت احلامنا دفنت
وتُراكم أسوار الفل والبساتين ..
هرعت لها طيور لنا غردت
وراح الحجر يلوم جفاف وادينا
وان غابت شمس الا واشرقت
ترسل سعادة القلب من غوالينا
لن افتح الباب والفصول مندثرة
ولا نسيم الربع يلثمنا ..
الا برجوع من كانوا لنا انس ونعيما
ويتفتح الورد في ضواحي روابينا
نحن على ربوة نستطلع الأفق
عسى بدر ملامحكم يصطع أراضينا
وتعود المجالس تسامر الحنين ..
ونملأ الفراغ في القلب كان يؤذينا
يغمرنا الأنس وننسى زمن الحيرة
وكم مضت أعياد دون تراضينا
أملي يكبر كل يوم مع الصبر أصمد
ألوي سيوف الكدر في الكبد سكاكينا
إن تركتها عادت وقطعت الشرايينا
يا مهجة الروح في هواك عليلة ..
كل الركبان والمحطات تنتظر تلاقينا
سأنثر العطر الذي كنت تعشقه
يوم الرضا أراك حين تأتينا ..
ويذوق المر من كان سبب تجافينا ....
بقلمي / زينب عياري / تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق