الثلاثاء، 23 يناير 2024

حِوَارِيَّة نَثْرِيَّة ـــــــــــ الهاشمي البلعزي


 حِوَارِيَّة نَثْرِيَّة

هِيَ : أَبِي لِمَاذَا تُعَادِي حَبِيبِي يَا أَبِي ؟ وَ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّهُ يَا أَبِي
هُوَ : إِنَّهُ لَا يُحِبُّكِ ... إِنَّهُ يُعَانِدُنِي وَ بِكُلِّ النُعُوتِ يَرْمِينِي
يَتَرَبَّصُ بِي لِيَقْتُلَنِي
وَ يَاْخُذَكِ وَ يُنْهِينِي
هِيَ : لَا يَا أَبِي
إِنَّهُ يَطْلُبُ أَنْ تَتَوَقَفَ عَنْ زَرْعِ الأَفْيُونِ فِي أَرْضِنَا
فَهَذَا حَرَام
وَ قَدْ كَفَّ عَنْكَ الكَلَام
أَنْتَ عَجََزْتَ عَلَى الإِهْتِمَام
وَ عُدْتَ تُعَادِيهِ للإِنْتِقَام
أَبِي إِنَّ رُوحِي تَفِرُّ مِنِّي إِلَيه
وَ إِنِّي لَمْ أَعُدْ أَقْدِرُ أَنْ أَنَام
هُوَ : إِذًا أَنْتِ مَعَاهُ عَلَيّ
وَ قَدْ كُنْتُ أَحْسَبُ أَنِّي قَوِيّ
بِكِ كُنْتُ أَلْوِي ذِرَاعَ هَذَا الشَقِيّ
فَكَيْفَ تُحِبِينَ عَدُوِي
أَلَا فَاذْهَبِي
هِيَ : لَا يَا أَبِي
أَمُوتُ هُنَا لِأَجْلِ رِضَاكَ
أَمُوتُ فِدَاكَ
وَ إِنِّي يَا أَبِي هُنَا
لَسْتُ إِلَّا جِسْمًا مَعَاك
أَمَا الرُوحُ فَتَسْبَحُ فِي بَحْرِهِ
لَا تَرَاكَ
هُوَ : كَفْكِفِي يَا اِبْنَتِي هَذِي الدُمُوع
فَإِنَّ قَلْبِي يَعْتَصِرُ بَيْنَ الضُلُوع
وَ إِنِّي أَكَادُ أَرَى أُمَّكِ مِنْ قَبْرِهَا
تَخْرُجُ تُرِيدُ الرُجُوع
تَلُومُنِي أَنْ قَهَرْتُك
وَ أَحْدَثْتُ فِيكِ صُدُوع
كَفْكِفِي دَمْعَكِ يَابْنَتِي
فَالحُبُّ صَيْحَةُ حَقٍّ
تَسْتَحِقُّ مِنَّا الخُشُوع
يَقُولُ الرَاوِي :
ارْتَمَتْ الصَبِيَّةُ فِي حُضْنِ أَبِيهَا
لَمْ تَسْتَطِعْ كَبْحَ جِمَاحِ فَرْحَتِهَا
أَوْ تُدَارِيهَا
كَادَ قَلْبُهَا يَتَوَقَّفُ
لَوْلَا صَوْتُهُ فِي رَجْعِ الصَدى
يُنَادِيهَا
تَأَمَّلَت
فَإِذَا شِهَابُ نُورٍ يَطُوفُ حَوْلَ نَجْمَةٍ فِي الأُفْقِ
يُحَاذِيهَا
يُدَلِّلُهَا
يُغَازِلُهَا
وَ يَحْمِيهَا
الهاشمي البلعزي
في
2024/01/22

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق