السبت، 6 يناير 2024

أخذت القلم بقلم:الأديبة المغربية د.سلوى بنموسى

 


بين أناملي أتسائل : ماذا ستكتب يا قلم ؟
ويا روحي يا أنا ؟!
انسابت الكلمات في قعري المضجر !
وكأنها كانت نائمة أو مخدرة ؛ وستيقظت للتو !!
أتراني وضعت نفسي في بؤرة ضيقة
وفي مستنقع لا يخلو من الآلام والأوجاع ؟
دنوت من آهاتي وأعدت التسائل : بالله عليك ماذا ستكتبين ؟
لم تجبني كعادتها ..
بل خرجت من الأعماق ؛ تبحث في أرجاء البيت
غرفة .. غرفة .. وتشم ؟
أي عطر يستهويها ؟ ويخلب لبها !؟ وعمن تبحث يا ترى ؟
ثم جلست في ركن البيت وضعت يدها على رأسها ؛ وهي غارقة في الدموع .. وذكريات أبى الدهر ؛ أن يحيطها بالنسيانو.. والاختباء والسفر .. قائلة :
هناك .. هناك ..
كانت جالسة ؟
هنا تصنع الحلوى ..
في مطبخها المتواضع ..
تعد الوجبات اللذيدة .
وهنا تشير لصالون ؛ تستمع لأغانيها المفضلة ؛ وتدندن بعض الكلمات ؛ بمحبة وخفة وحياء !!
ولكن ذاك المكان الموحش ؟ أعربت عنه بوجهها ؟
كم يهرب أو يتهرب من فاجعة قتلت النفس والكيان سيان !!
إذ هناك كان لحدها .ولفظت أنفاسها الأخيرة ..
- انا لله وإنا إليه راجعون -
ولكن لم عطرها الزكي يعم المكان ؟
ورائحتها مازالت تؤسر الوجدان !!
ما أعظمك يا امرأة !!
فلتفتخري بذريتك الصالحة ..
إلى أن نلتقي يوم ما ..في الضفة الأخرى ..
ماذا عساها تفعل صاحبتنا !؟
سوى الدعاء لها بالرحمة ؛ والمغفرة والتواب ..
كانت المتوفية امرأة صالحة وصبورة ؛ ومكافحة ومناضلة
رحم الله الست الوالدة الفاضلة
أمي الغالية وحشتيني ..وحشتيني ..
أمي ثم أمي ثم أمي
لآخر يوم بعمري
فلترقد روحك الطيبة بسلام
د.سلوى بنموسى
المغرب



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق