الجمعة، 19 يناير 2024

صدى من الماضي بقلم: الأديبة زهراء كشان

 


منذ سنوات طلبتها زوجة تدللت،تعجرفت، رفضت ، تسلقتُ الجبال و تزحلقتُ على الجليد تزوجتُ من امرأة أخرى و صار عندي ثلاثة أطفال قرأتُ كتب نجيب محفوظ و كتب طه حسين و كتب وليام شكسبير سافرتُ إلى كندا و إلى الهند و أروبا لعلني أنساها و ما نسيت.
واصلتْ هي دراستها في الجامعة تحصلت على شهادة عليا،اشتغلت و ارتقت في منصب عملها،توفى والدها،قسموا الميراث و حصلت على ثروة هائلة اشترت منزلا يشبه القصور لكنها لم تستطع السكن فيه بمفردها حسب طقوس العائلة و عادات المجتمع .
تتابعت السنون،غزى الشيب مفرقها،كل رجل ترمّل أو انفصل عن زوجته بعد أن صار له أحفادا،وأراد إعادة الزواج يوجهونه إليها بقولهم: في بيت فلان امرأة تجاوزت الأربعين.
اختارت أخواتها الأصغر منها أزواجا،رحلن الواحدة تلو الأخرى، بعد أن تزوج الأخ الوحيد احتدم الصراع بينها و بين عقيلة أخيها، عايرتها بالانكسار و أن لا أحدا يريدها حليلة له، لم يشفع لها في هذا الموقف لا الشهادة الجامعية و لا الثراء و لا منصب عملها، انعزلت في غرفتها، ذرفت دموع الشجن،حزينة باكية كتبت لي رسالة عبر المانسجر قالت: بعد مرور كل هذه السنوات و بعد كل هذا العمر أنا موافقة إذا كنت لا تزال تريدني قرينة لك ؟ قرأت عباراتها في عجل، هبطت من أعالي الجبال ،تعثرت و سقطت على الجليد، طويت الكتب التي طالعتها،مزقت تذاكر السفر ،تجاهلت زوجتي تناسيت أطفالي، رمّمت المسكن الذي كنت شيّدته لها في قلبي منذ أعوام، ركضت نحوها في موكب بهيج تغمره تراتيل فرحة و أنغام و أهازيج.
بقلمي : زهراء كشان




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق