الخميس، 25 يناير 2024

ماعدت أقبل توبتهم ــــــــــ سلوى السّوسي


 **ماعدت أقبل توبتهم**

ماعدت أتعطّر بعطر الياسمين
وأستقبل نسائم الصّيف...
فقد جفّفوا الهواء...
واقتلعوا الياسمين وكل أصناف
الورد...
ماعدت أتجرّع جرعات الأمل
في كل فجر...
فقد اختفى الفجر وسط ليل طال ،
وما عاد ينبئ بقدوم الغد...
ماعدت أحلم بالنّور وباللّيل
المقمر...
فقد أحرقوا مصادر النّور وغطّوا القمر
برداء أسود...
ماعدت أستمع إلى لحن الوفاء
للوطن...
لأن نعيق الجاحدين قد صمّ
أذني...
ماعدت أرقص لأن الموسيقى ما عادت
مثيرة...
وكانت رقصتي الأخيرة ،
حين خرجت أحتفل بالنّصر
في تلك اللّيلة الشّهيرة...
لكن لصوص العشيرة
استولوا على الغنائم بخدعة
حقيرة...
ما عدت أعانق شوق الحياة
لأنهم أعدموا الحلم وكتبوا
على اللّحد :
بتاريخ اليوم مات الحلم في البلد
إلى الأبد...
ماعدت أمشي على أرض منبسطة
تتفجر فيها العيون وتنبت الزّرع...
صارت الألغام زرعها
ومات الخصب والمرعى...
ماعدت أرتاد الحانات وأحتسي الكأس
على نخبهم...
لأن نبيذهم ما عاد يسكرني...
ماعاد يلهيني و ينسيني...
ماعدت أعتكف في المساجد وأستمع
إلى الخطب...
لأن شياطينهم حرّفوا الدّين
في الكتب...
ماعدت أقبل توبتهم ،
حتى يشهدوا أن لا وطن لهم
سوى وطني...
سلوى السّوسي/تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق