الخميس، 18 يناير 2024

عَلِّمِينِي ـــــــ روضة السمعلي


 . . . . عَلِّمِينِي . . . .

أَخْبِرِينِي كَيْفَ تَمُرُّ
السِّنِينُ جَرْيًا . . .
رَغْمَ كُلِّ التَّعَبِ
أَخْبِرِينِي...
كَيْفَ تَمْضِي الْأَيَّامُ
بِلَا فَرَحٍ...
بِلَا ضَحِكٍ...
أَسْمِعِينِي صَوْتَ
طِفْلٍ بَاتَ يَلْهُو
بِالدِّفْءِ يَنْعَمُ
أَوْ أُمٍّ بَاتَتْ
تُنَاجِي رَضِيعَهَا
تَحْنُو عَلَيْهِ
وَمَعَهُ تَلْعَب
أَخْبِرِينِي . . .
كَيْفَ يَمْضِي الْعَامُ
قَهْرًا...
كَيْفَ تَمُرُّ الْأَيَّامُ
حَرْبًا...
بِلَا شَمْسٍ
بِلَا قَمَرٍ
أَخْبِرِينِي . . .
كَيْفَ ضَاعَتْ
بَسْمَةُ الْأَطْفَالِ
عَلَى وَجْهِ الْمُخَيَّم ؟
أَيْنَ دِفْءُ بَيْتِنَا
وَالسَّهَرُ ؟
أَيْنَ أَبِي ؟
أَيْنَ أُمِّي ؟
وَأَخِي وَأُخْتِي ؟
قَدْ سَئِمَتُ الْجُلُوسَ
فَوْقَ الْجُثَثِ . . .
عَلِّمِينِي . . .
كَيْفَ أَنْسَى
صَوْتَ الدَّبَّابَةِ
كَيْفَ أَقْتُلُ الشَّوْقَ
فِي صَدْرِي لِلْأَحِبَّةِ . . .
أَخْبِرِينِي . . .
كَيْفَ أُغَازِلُ لُعِبِي ! . . .
كَيْفَ أَجِدُ قَلْبِي
الضَّائِعَ بَيْنَ الرُّكَامِ
وَالْجُثَثِ . . .
قَدْ سَئِمَتُ النَّوْمَ وَحْدِي
حَتَّى مِخَدَّتِي ضَاعَتْ
وَعِطْرِي وَكُرَّاسِي وَقَلَمِي
مَدْرَسَتِي قُصِفَتْ
وَ مَاتَ أَصْحَابِي
وَ مُعَلِّمِي...
عَلِّمِينِي . . .
كَيْفَ أَنْسَى
فَقَلْبِي اِشْتَعَلَ
شَوْقًا لِأَهْلِي وَأَحِبَّتِي . . .
هَلْ يَا تُرَى . . .
فِي الْعَامِ الْجَدِيدِ
سَتَعُودُ مَحْفَظَتِي ! ؟
وَسَأَلْقى مُعَلِّمَتِي ! ؟
أَمْ أَنَّنِي سَأَرْحَلُ
إِلَى عَالَمِ فِيهِ أَحِبَّتِي ! ؟ . . . .
روضة السمعلي/تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق