الجمعة، 30 يوليو 2021

....الكون الآخذ في التمدّد:(المتوسّع) بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف.

 ....الكون الآخذ في التمدّد:(المتوسّع)

كشف في القرآن ، وقبل 14 قرنا، في وقت كان علم الفلك والعلوم لا تزال في بداياتها ، التوسع في الكون ووصفه بهذه الألفاظ:
وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) الذاريات:
كلمة "السماء"، كما جاءت في الآية المذكورة أعلاه، تستخدم في نواحي مختلفة من القرآن الكريم. وتفيد معنى الفضاء عامة وفي هذا السياق تفيد الكون بأسره. ممّا يحمل على أنّ الكون في حالة"توسيع". و قد توصّل العلم الحديث إلى هذا الاستنتاج.
*حتى بداية القرن الـ20، كان المفهوم العلمي السائد في العالم هو أن "الكون ثابت وموجود منذ الأزل." ومع تقدّم البحوث ، والملاحظات والحسابات بفضل التكنولوجيا الحديثة، ظهر أن للكون في الواقع بداية ،وأنه يزداد اتساعا باستمرار.
*في أوائل القرن الـ20، توصّل عالما الفيزياء الروسي ألكسندر فريدمان والبلجيكي جورج لوماتر، وهما من المتخصصين في علم الكون إلى أنّ الحسابات النظرية تؤكّد أن الكون يتحرك باستمرار وتزايد.
*التعليقات التي أدلي بها عالم الفلك الأميركي ''إدوين هابل'' في عام 1929 تزكّي هذه النظرية. وبمتابعة السماء بالتلسكوب، اكتشف أن النجوم والمجرات تتباعد باستمرار عن بعضها البعض. هذا الاكتشاف يعدّ واحدا من أكبر الإنجازات في تاريخ علم الفلك. ومن خلال ملاحظاته، رأى ''هابل'' أن الضوء المنبعث من النجوم يميل إلى التحول نحو الأحمر وفقا لبعد المسافة. هذا ،لأنه في إطار القوانين الفيزياء المعروفة ، فإنّ أطياف الضوء التي تتحرك نحو نقطة مراقبة ،تميل إلى التحول إلى اللون الأرجواني ، في حين أن أطياف الضوء البعيدة ، وتميل إلى التحول إلى لون ضارب إلى الحمرة. وخلال ملاحظاته ، وجد ''هابل'' أن الضوء المنبعث من النجم يتحوّل نحو الأحمر.
وخلاصة القول ،أنّه مع مرور الوقت ، تتباعد النجوم عنّا بشكل متزايد. بل إنّ النجوم والمجرات تتباعد عن بعضها البعض.
إنّ كَوْنًا يتحرك فيه كل شيء باستمرار هو كَوْنٌ يزداد اتساعا باستمرار.
وقد أثبتت الملاحظات التي أبديت خلال السنوات التي تلت هذا الاكتشاف أن الكون يزداد اتساعا باستمرار.
* لفهم أفضل لهذا، تخيل أن الكون سطح بالون قَد نُفِخ. فأن نقاط سطحه تتباعد عن بعضها البعض أكثر كلّما نُفِخ البالون أكثر.
كذلك تتباعد الأجرام السماوية هي أيضا عن بعضها البعض أكثر، كلما توسع الكون أكثر.
هذه النظرية قد سبق أن طرحت من قبل ''ألبرت أينشتاين'' ، الذي يعتبر واحدا من أعظم علماء القرن الـ20. ولكن، الامتثال لنظرية"النموذج الجامد من الكون" كان مقبولا عموما في ذلك الوقت، فإنّ ''اينشتاين ''ترك جانبا هذا الاكتشاف.
لكنه ذكر في وقت لاحق،أن ترك تلك النظرية كان من أكبر الأخطاء في حياته.
* هذه الحقائق العلمية وصفت في القرآن في وقت لم تكن التلسكوبات والتقدم التكنولوجي متصوراً حتّى في خيال النّاس. و ذلك يؤكد أن القرآن الكريم هو كلام الله ، الخالق ومسيّر الكون بأسره.
حمدان حمّودة الوصيّف.
من كتابي : القرآن والعلوم الحديثة
Aucune description de photo disponible.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق