السبت، 31 يوليو 2021

مزدحم بالشمس والعصافير هذا الطٌريق الطويل بقلم الكاتب جلال باباي( تونس )

  مزدحم بالشمس والعصافير

هذا الطٌريق الطويل
جلال باباي( تونس )
باح تراب الأرض بكامل سرٌه القديم
مرّ مائة عقد من موسم التوت
ولم يبقى إلا ٌ البنفسج
على باب مدرسة "الراجحية "
يشتعل بوصلة
في أقاصي الفصل الاوٌل
مع أتراب قرية الزعتر البرٌيّ
نفتتح الصباحات
بنشيد الأرض إلى الأرض
تأتينا العصافيرُ من كل حدب
تمدّ مناقيرها في اتّجاه الجرس
تعشٌش فوق أرضنا الباذخة بالشمس
أوصي حارس الطريق
ان لا يغلق باب السوق
لتصنع الخطاطيف ربيعنا
ونطرد عويل الطريق الطويل
سننشر عشقنا تحت الشمس
تعتدٌ الرايات الحمراء
فوق حبل الغسيل.بأصابع الطبشور
تحتدم ألوانُ العصافيرِ
نطوي أسرار التراب
أسمٌي الأرض نبض خطاي
أُرصفَها جراح يداي
نسمّي اغصان صدورنا أجنحة
نحلٌق أسمى من سحاب
ونغني أبهى من بلابل يناير
تلدني اللغة أعلى من غيمات الشتاء
أطرٌز من حصى هذا الطريق الطويل
أُمٌََا جديدة تربّيني على الحبّ ،
حتى لا أنكسر، أو يسقط قمري سهواً...
ثمٌة مواعيد ضامئة تنتشرُ فوق تراب الأرض
ازرع رصيف منفاي الأخير سروا
أدخلهُ غريبا
أوُلدُ من ذاكرة الماء شجرة باذخة باللغة
أو قلبا يتسع لخساراتي
بِتٌُ لِوَحِْدي أتكاثر
وبمفردي احمل سعادة
بلادي البعيدة
بلادي القريبة مني.. كسجني!
سأغنّي للأيتام،
ووجهي
مثل طفل ينامُ على الأحلام
هي أُمٌي تناولني صدرها
يوقظني نشيد الفرسان
أبحث لي عن نبي الله
في القرية التي انجبتني
هذا صوت "الأكورديون" الفرنسي
يتسلٌل بين الجُرح والرٌيح والذاكرة
ذا نشيدي يقودني حيث الشمس
والعصافير
وهذه سيّدة الأرض
تبسط سجّادةً للصلاةِ
سأرجعُ وجهي إلى قِبلة الأقصى
لينتفضُ على الغبار
كأنّي أعود إلى بلاط
خريطة الطريق الأولى
شهيدا و زهرة " أوركيد"
انا القابض على الجمر
فأعيدوا إليّ خطاي.
٣١تموز ٢٠٢١


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق