كفاكِ يا أرواحُ./ سرد تعبيري
تتراكمُ الأسئلةُ في الرّوحِ الواجمةِ المثقلةِ المرتبكةِ المغلقةِ لنوافذِ الآخرِ، فلا متنفس!
ترى إلى متى ستغمرُها الوحدةُ بخيالاتٍ محترقةٍ،محطّمةٍ ؟ إلى متى الأقدامُ ستبقى تسيرُ نحو ساحاتِ عزاءٍ خاويةٍ إلا منها فالميتُ هي ؟! إلى متى سيبقى الفرحُ ملثّمًا وفي أعماقِ الرّوحِ الأحزانُ بالأكداسِ؟ إلى متى ذلك الرّقودُ في قبرٍ والضّجيجُ في الخارجِ مهرجاناتُ أزاهير؟ أسمعُ الأسئلةَوهي تثورُ مزمجرةً: هل النوافذُ مغلقةٌ؟ إنّه صوتُ السّخريةِ ألمحه مقبلا بنشازِه أسمعه مجيبًا هيهاتِ فالجدرانُ خاليةٌ منَ النّوافذِ والأبوابِ! يا لتلك الاستحالةِ! كيف ننزعُ نُقُبَ السّوداويّةِ كي نطالَ وجهَ الشّمسِ حتّى نقبّلَ خدّيهِ، وهناك أفاعي الوحدةِ الزّعاف ترقصُ على ألحانٍ عزفتْها أيادٍ غير مرئيةٍ، وللوحدةِ أنيابٌ حادّةٌ وأفواهٌ نهمةٌ تلتهمُ إيقاعَ الجمالِ لتنفثَ فيه القباحةَ؟ كفاكِ يا أرواحُ هيا انعتقي، كم تتدرّجُ المشاعرُ تتغيّر لتمحوَ سابقاتِها، فامحي هذياناتِ الوحدةِ، تخلّصي من آلامِك، انصهري مع ذواتِك، حتما ستجدين هناكَ مساحاتٍ واسعةً تتّسعُ لأحلامِكِ الشّريدةِ، جدي نفسَكِ التّائهةَ وحلّقي نحوَ الآفاقِ، سأمنحُكِ لا تأشيرةَ عبورٍ وإنما أجنحةٌ
لتكوني كما الطّيورُ حرّةً طليقةً .
سامية خليفة لبنان

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق