الأحد، 9 فبراير 2025

الحرية لكافة الأسرى بقلم الشاعر حامد الشاعر

 الحرية 

لكافة الأسرى 

آن لهذا الوطن الحبيب أن يتحرر و حق له الأسير الفلسطيني ان يعانق الحرية و أن يعيش بسلام فتالله هذا الأسير المقاوم أسمى من غيره و أرقى و لجميع الأسرى منا التقدير والاحترام فهم مثال حي على التضحية في سبيلنا و سبيل الإنسانية و الوطن

الاحتلال الغاشم إلى زوال و الطغيان لابد ان ينتهي و لابد له ان يسقط و أرضنا المقدسة عصية على الطغاة و كم من  الأعادي دحرت و كم من الخونة و العملاء و المرتزقة عبر التاريخ قهرت تستحق فلسطين الحياة و تستحق أن تنال كدولة استقلالها التام

و كل هذا الوطن العربي و الإسلامي محتل بما تحمله الكلمة من معنى يعاني من التدخل الأجنبي و من تفشي الفساد والاستبداد فيه و آن لهذا الرجل المريض أن يتعافى و ان يتشافى بعد كل تلك الآهات و الويلات و الابتلاءات والمآسي و يشهد الزمان على محن تخطاها و فتن تعداها وعاد حرا بفضل ربه و سالما و غانما  و من فجر الإسلام قضى على عبدة الأوثان و مد بفتحه المبين ظلاله نحو الشرق و الغرب و أقام حضارة و عمرانا و علما و ساد العالم و قهر الغزو المغولي المتوحش والبربري بعد انحاطه و قهر شامخا الغزو الصليبي المتطرف في العصور الوسطى و صد كل المؤمرات و من قرن قاوم بعزة التدخل الخارجي الاستعماري والامبريالي و حصل على حريته النسبية واستقلاله الشكلي و الآن يرزح تحت طائلة الوصاية الدولية و تكالب عليه  جميع الأمم و من كل الجهات فصار كاليتيم في مأدبة اللئام و يخوض بشرف نضاله مجاهدا على جميع الجبهات و يحاول بما أوتي من قوة ان يزيل ذاك السرطان الصهي &نوي الخبيث المعدي الذي زرع في جسده المدمى و المتخن بالجراح و روحه السامية و الجميلة تأبى الظلام وتعشق النور و تمقت ذاك العبث العالمي حولها و تلك القوى الظالمة التي تلقي الشرور عليها و على أهلها فلسطين الحبيبة مثلها مثل الوطن الغالي ككل و نحن فيها جميعنا أسرى و المؤمن التقي سجين في هذا العالم الحقير و الدنيا الغرور و إذا تحرر الإنسان من قبضة الطغيان و العدوان ومن وساوس الشيطان سيتحرر الوطن و إذا تحررت فلسطين و ازدهرت فالأكيد سينال كل العالم حريته و ينعم مفعما بالسلام و العدالة مطلوبة و العدل ميزانه راجح 

فلسطين تنادي و هي موطن أبينا إبراهيم الخليل و أرض المعاد و مهد المسيح عليه السلام و مسرى الرسول الخاتم محمد صلهم و على كل أحرار العالم و على الشرفاء من أهل العروبة والإسلام و تنتظر بشغف مجيء مخلصها من العذاب و مسيحها المبارك و ترجو أن يقيم مهديها قيامتها و أن تعود معه إلى المسلمين و المؤمنين بالله و رسله و كتبه واليوم الأخر و قدره و قضائه سيبقى الزيتون و زيته المقدس طاهرا 

القدس الشريف شهد أعظم الأحداث الدينية و التاريخية وأعظمها الإسراء و المعراج و المعجزات و البطولات كان مملكة للأنبياء و زواية للأولياء تنطلق منه الجيوش الأبية وتأتي إليه إذا اقتضى الحال لإنقاذه كما فعل الفاروق عمر رضي الله عنه و كما قام به المجاهد الرباني صلاح الدين الأيوبي انهزم الطواغي و خلد الفرسان الأبطال و تشهد المآثر على المارين به و لنا كمغاربة الفخر و الاعتزاز بوجود دليل تاريخي على دورنا المحوري في عودة الأقصى المبارك إلى حوزة الإسلام و في بقائه إلى اليوم و للمغاربة الأحرار مستقبلا نفس الدور 

و للفسطينين الحق في العودة إلى الوطن و لفلسطين الحق الكامل في تقرير المصير و نيل السيادة الكاملة و التحرير من النهر إلى البحر و لها هذه الأرض الطيبة الحق المشروع في تطهير كيانها من الدنس و النجس عاشت فلسطين حرة أبية و لا عاش من خانها ستسقط كل مشاريع التطبيع و لن يجدي بنفع مخطط تصفية قضيتها العادلة و يذهب ترمب وأمثاله من الحمقى و السفهاء و الأغبياء إلى الجحيم و لن يحظى بالنعيم إلا من أخلص لها الحب و الوفاء هذه الأرض تقبل أن يعيش الجميع فيها بسلام تقبل بوجود الأذان مع أجراس الكنائس و تقبل أن يعيش فيها اليهودي و النصراني و المسلم معا و باقي البشر بسلام لكنها لا تقبل لونا واحدا ومذهبا واحدا تريد التآخي بين جميع الناس و تريد ما يريد الله لنا أن نكون عبادا أتقياء 

فلسطين قلبتنا الأولى و قضيتنا الأولى و أولى بنا أن وأجدر أن تمد لها طوق النجاة و أن ندعمها بكل أسباب الحياة 

و كما قال الشاعر الكبير أبو القاسم الشابي في قصيدته العصماء مكافحا بجهاد الكلمة الحرة و رغم دائه و أعدائه 

إذا الشعب يوما أراد الحياة      فلابد أن يستجيب القدر 

ولابد لليل ان ينجلي              و لابد القيد أن ينكسر 

و الشعب الفلسطيني الأعزل يريد الحياة بعزة و كرامة وحمل البنقدية و السلاح أصبح خيارا له بعد ان فشلت فشلا ذريعا مفاوضات السلام و حل الدولتين و أصبحت المقاومة خياره الوحيد و الحل الأمثل لبقائه و ما أخذ في ضعفنا بالقوة يسترد بالقوة

و الشعب الفلسطيني الحر و الثائر استجاب له القدر لأنه في معية الله و من كان الله معه لن يضل و لن يشقى وسينتصر 

و صبره الجميل لابد ان يجزى عليه خيرا والله يبشرالصابرين 

و ليل الدياجي لابد ان ينجلي فهذا الشعب المسلم العملاق لا يقهر و لا يذل و يخزى سينتصر لأنه يعمل بوصايا الأنبياء وتعاليمهم و لأنه من نسل طيب و لا يقبل خبيثا و قيده بدأ ينكسر بعد طوفان الأقصى المبارك و هو أقوى من الحصار الذي فرض عليه عنوة و أقوى من الجدار و من الطوق الذي حوله و لن يغرق في وحل الفناء و سيبقى موجودا ما دامت الأرض و السموات و لن يحرق بنار الكراهية و الأحقاد والأطغان فهو الخالد و محبته من الله و خلقه لا تسقط أبدا 

ليوم الأرض الخلود و لنادي الأسير السؤدد و المجد و لأبطال المقاومة المعالي فعلينا التضامن مع حماة ديارها ونصرتهم

المعتقل سيهدم حتما و السجن لا يفيد و لا يلغي كلمة الحق و السجان و لو إلى حين سيندم و يعدم و الاعتقال لن يدوم طويلا و سوف يقيم من شارك و ساهم فيه يوما مأتما عويلا

غزة العزة أعادت إلينا الأمل و غزة هاشم مقبرة الغزاة حقا

رحم الله الشهداء الأبرار و في مقدمتها الفقيد ياسر عرفات و و الشهيد يحيى السنوار و البطل اسماعيل هنية و رفاقه في الكفاح و النضال و عبد السلام ياسين المجاهد الكبير وعز الدين القسام رمز  الصمود و رحم الله كل من قدم روحه الطيبة فداء الأقصى و القدس الشريف و حمل العقيدة في قلبه والإيمان والتقوى و أراد تطبيق الشريعة والحكم الرشيد 

الأسر و إن طال ينتهي و لنا في قصة  الصديق يوسف عليه السلام العبرة المثلى سجن مظلوما لأنه رفض الاستعباد والفحشاء و قبل حكم الله و ابتلائه و في الأخير  حظي مكرما بالتمكين فأصبح عزيز مصر و عاد إلى النبي اليعقوب عليه السلام و أعاد إليه بصره و خضع  أمامه إخوته بعد أن نزغ الشيطان بينهم فقال مسامحا  بمنح صك الغفران لا تثريب عليكم اليوم و أعاد إليهم بحكمته البصيرة والرشد والصواب 

فلسطين ترفض الهمجية  وما تسعى إليه الماسونية و بإذن الله سيكون لها التمكين في الأرض و ستعود إلى أصحابها ولكل من تاب و اصبح ستقول كما قال الرسول الأكرم عند فتح مكة لا تثريب عليكم اليوم و ستعيد النور إلى كل عين ساهية عن الحق  المبين و البصيرة إلى كل ذات كانت في غفلة عن ذكر الله 

فلسطين هي أرض الملحمة الكبرى و ملاحمها اليوم خالدة 

هذه الأرض التي تباركها السماء لن تهوى ابدا تحت أقدام الغزاة و تحت الأقدام سيسحق شيطانهم  الملعون و حزبه المجنون و سيمر الجميع و  ستبقى كلمة الله

بقلم الشاعر حامد الشاعر



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق