الاثنين، 10 فبراير 2025

كوب القهوة وجريمة الكتابة بقلم الأديبة زينب بوتوتة الجزائر

 كوب القهوة وجريمة الكتابة 


عندما اقترفت جريمة الكتابة في حق نفسي مع سبق الصبر والحبر والتعبد ومن محرابي المتهالك الحزين ؟وكوب قهوتي الأسود سواد هذا العالم  الذي يدور في معدتي يرافقني طوال العام كزوبعة رملية لا تريد أن تهمد .

ان القهوة التي لا نرى فيها وجه الحبيب ليست بقهوة !أشرب الكوب تلو الكوب،وكأنه الماء ثم أنتفض لا اراديا،ملأ جسدي من مكاني المقرف،أصرخ ثم أتمالك اعصاب صوتي الحريري الذي دمره الرشح لمدة أسبوعين كاملين. لقد وجدتها لقد وجدتها ؟."الفكرة "

لم تسقط على رأسي كتفاحة "نيوتن" ولم أقضمها لكي أملأ بها ولو القليل من بطني الجائع واسترخي ،ولكن الفكرة طويلة ويجب أن أدونها  قبل أن تنسحب بمفردها من رأسي كليا لأنني إذا أهملتها ستتلاشى فالإهمال ليس فقد في عالم البشر من مشاعر وأحاسيس طيبة وخالصة لوجه الحب .وانما ايضا الفكرة لها مشاعر فهي عندما تتبلور تتحول إلى رجل يتكلم ويصرخ ،ويبكي ،ويأكل ،واذا نسيتها تغلق عني أبواب جنتها المترامية الأطراف ،بمفاتيحها السبع ولن أتذكرها فإذا اطلت وتخاذلت معها في ترسيمها كفكرة قابلة للوجود لأنها اذا رحلت ترحل بدون رجعة. فاللحظة هي أم الإنجاز،والفكرة هي أم الإختراع، والصبر هو الأب الروحي للتميز .

لعلي أكتب شيئا جميلا يسترعي الإنتباه بدل الثرثرة على حيطان الوجع .


الأديبة زينب بوتوتة  الجزائر



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق