قصة قصيرة
مفتاح ١٣
للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل
أمام أحدي الورش في الحرفيين جلس صبي الميكانيكي يحرس السيارات التي آتي بها أصحابها لعمل الصيانه اللازمه بعد أن فك الميكانيكي اجزاء من كل سياره و تركنا في الورشه لإصلاح عطل سيارة علي الطريق الزراعي
و مع مرور الوقت ترك كل صاحب سيارة سيارته وذهب إلي عمله علي أن يعاود الرجوع إلي الورشه اخر النهار لاستلام سيارته أما أنا فقررت انا أجلس في انتظار الميكانيكي
حتي يتم إصلاح السياره أمامي خاصه أن معاناتي مع ورش الصيانه ليس لها حصر أو عدد
و بالفعل جلست علي كرسي خشبي متواضع أمام الورشه و وجلس بجواري صبي الميكانيكي بليه الذي اختلف عن كل من يعمل تلك المهنه فهو صبي نظيف الثياب يرتدي نظاره طبيه و يتحدث بثقه و ادب و من خلال الحديث معه علمت أنه في الشهاده الاعداديه ووالده مدرس و ابداع ست بيت و هو يعمل منذ سنتين في تلك الورشه لمساعده أسرته خاصه أن شقيقته تعاني من سرطان في الظن و ترافقها أمه في مستشفي السرطان و هو الآن يدخر لشراء موبايل للتواصل مع أمه و أخته التي تحتجزها المستشفي
منذ إصابتها بالمرض اللعين
و تطرق الحديث مع الصبي إلي عمله و مدي معاناته من ظروف العمل خاصه أن المعلم يسئ إليه كثيرا و يضربه بقسوه بمفتاح ١٣ الذي حفر في رأسه عده ندبات كما أن المعلم يتركه بالساعات الطوال بدون طعام
ومع حلول اذان العصر انتابني شعور بالملل و سألت الصبي هل يمكنك اعاده تركيب ما تم فكه من السياره حتي استطيع أن تغادر الورشه فقد اضعت و قت طويل في الانتظار بلا فائده
و رغم خوف الصبي من معلمه الا أنه تشجع عندما أعطيته ورقه فئه خمسون جنيها حولته إلي طاقه متدفقه و امسك المفتاح ١٣ و بدأ في تركيب ما تم فكه بكل سهوله ز يشر و كأنه يعمل في الصيانه منذ سنوات
وخلال دقائق معدوده تم اعاده كل القطع إلي مكانها و انطلقت بالسياره إلي البيت مقررا بيع السياره و شراء أخري جديده من التوكيل
مرت سنوات طويله سافرت خلالها إلي العديد من الدول
وبعد رحله عمل ناجحه قررت العوده إلي الوطن
وكان أول قرار لي بعد شراء شقه في أحدي المدن الراقيه هو شراء سياره حديثه موديل السنه
و بالفعل توجهت إلي اقرب توكيل بالمدينه و اخترت السياره و عند التعاقد ذهبت إلي مكتب مدير التوكيل لتوقيع العقود
و عند التوقيع نظر إلي مدير التوكيل ذلك الشاب نظرات غريبه و سألني إن كنت اقتنيت في السابق ماركه نوع معين و لما أجبته بالايجاب
أخبرني عن حكايتي مع ورشه الحرفيين
و قد ارهقني فعلا تذكر الواقعه بالفعل لانه مضي عليها سنوات عده إلا أنه عندما فتح درج مكتبه وأخرج مفتاح ١٧ و أشار إلي رأسه و أظهر تلك الندبات
تذكر كل تفاصيل ذلك اليوم و علمت أنه هذا الصبي الذي أعاد لي قطع السياره بعد فكها
و أنه أكمل تعليمه حتي حصل علي الهندسه و تدرج بسرعه في عالم الصيانه حتي أصبح و حيل احدث الماركات العالميه الشهيره في عالم السيارات
ورغم وصوله إلي هذا المنصب الا أنه مازال محتفظ بمفتاح ١٣ الذي اخدته من الورشه التي ظل يعمل بها حتى تخرجه
احتضنته برفق و طلبت منه رقم موبايله الشخصي
فأخرج موبايل غالي الثمن لتسجيل رقمي
و ابتسم و هو ينظر إلي في مراره قائلا تعرف يوم ما جمعت ثمن الموبايل زمان من شغل الورشه اختي ماتت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق