الثلاثاء، 11 فبراير 2025

إشراقة شمس = 21 = بقلم الكاتب يحيى محمد سمونة

 إشراقة شمس 


= 21 =


مازلت أسرد لكم أيها الأحباب قصة احتفالنا في ثانوية المتنبي بحلب/1977/ بعيد المولد النبوي الشريف و ما نجم عن هذا الاحتفال من مشكلة 


بعد أن سمع مدير الثانوية شكوانا المتمثلة باعتراضنا على تمزيق زينة المولد بطريقة فيها إهانة صريحة لآيات كريمات، قال لي و لأصدقائي: اسبقوني و سأوافيكم في الصف حالا [ يبدو أن المدير يريد أن يستوضح الأمر من غرفة شبيبة الثورة أولا - باعتبارها وحدها من قام بهذا العمل - و من ثم يقرر الطريقة التي يعالج بها المشكلة بحيث لا تأخذ - تلك المشكلة منحى آخر تتخطى به حدود ثانويتنا ]


كم من امرئ في دولتنا المتهالكة آنذاك أضطر إلى مراوغة حثالة حاكمة تحكم بقوة الحديد و النار، و كله أمل أن ينتزع من تلك الحثالة ما يمكن أنتزاعه من كرامة لشعب مهدور الكرامة 


ربما كان مدير ثانويتنا من هذا الصنف، فهو يكره في داخله حثالة الحكم تلك غير أنه يبدي لها فروض الطاعة ظاهرا [ ترى؟ هل يندرج هذا السلوك تحت مسمى"النفاق" المرفوض شرعا و دينا ؟! أم هو من قبيل مخادعة العدو لتحقيق مكسب ما منه ؟! ]

 

نعم كان مدير الثانوية من النوع الذي يرفض حثالة الحكم هذه غير أنه كان يعلم تماما أن الثغر الذي يسده الآن، ثمة آلاف من المأجورين يشغلونه من بعده و بهم يساق المجتمع نحو الهاوية و ما من أحد يقف دون ذلك [ كم من مدير و مدرس أكفاء في اختصاصاتهم تم انتدابهم في ظل حكومة الطاغية الأب إلى مديرية الآثار و المتاحف أو إلى هيئة الرقابة و التفتيش أو إلى مديرية السكك الحديدية، و إن أبناء جيلي يعرفون ذلك جيدا ]

 

دخل المدير الصف و قام الطلاب احتراما له، و طلب منهم الجلوس، ثم شرع يقول: أبنائي .. نحن في هذا البلد أو في هذا الوطن قد اجتمعت فيه كل الطوائف و الأديان و القوميات و العرقيات و كما قال النبي الكريم: لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، ف من هذا المنطلق أقول أنه لا يحق لأحد أن يلزم الآخر بما هو عليه من معتقد أو انتماء، و لقد قام بعض زملائكم في هذا الصف بتزيين صفكم هذا دون  إذن مني و في ذلك مخالفة للأنظمة المعمول بها في المدارس، و بما أن مناسبة الاحتفال انتهت لذا طلبت من أعضاء شبيبة الثورة جمع تلك الزينة و الاحتفاظ بها للاستفادة منها في عامنا القادم، غير أن طريقة إزالة الزينة من قبل أعضاء شبيبة الثورة كانت غير لائقة و تستوجب المساءلة و سنقوم بدورنا في هذه إن شاء الله كاملا بحيث لا ندع كائنا من كان يتطاول على ما هو شعيرة من شعائر الدين.


و يتبع إن شاء الله تعالى 


- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق