الثلاثاء، 11 فبراير 2025

لتخبريني عن نفسكِ .. بقلم الكاتب علي حسن

 لتخبريني عن نفسكِ     .. بقلمي علي حسن


لِتخبريني من أنتِ

لِتقولي لي

كيف هي الدموع

ومن أين جاءت

رائحة عِطركِ

أم أنها تناثرت من الجراحات 

من المعتق المدفون الضلوع

من أوصالنا التي زرعت

بين جدران الخيام 

أم أنها من

رائحة جدرانكِ القديمة

وحِجارة الديار المتناثرة 

التي تحكي قصتنا المجروحة

وهنيهات من أوجاعنا 

وما أضحى منا متناثراً

في مهب الرياح وشتات الروح

لِتثيري عاصفتي وأعاصيري 

حتى يعود فينا الإحساس

وتعود لنا رائحة الماضي

فكل شيء بات

دون عنوان

أحلامنا غفت على كتف الإعصار 

مخضبة بالآهات

آهاتنا أضاعت العزف 

على قيثارة المعاني

 فمن أنتِ التي

أخذت كل شيء

حتى الحياة

والموت والصمت

فمن أكون أنا

ومن هو مكنونكِ الغافي

في خزائن الكتمان

لِتخبريني

عن نفسكِ التي

بات همسها في

طيات الزمان

تُدغدِغُ خدود الهوى

وكيف لي أن أجد نفسي

في حدود تضاريسكِ التي

أضحت ك غبار الركام

وتمتمات الوجدان الغافية

فاتركيني أجول 

في فضائكِ الخارجي

لِألملم من

هنيهات الحديث

وأرسمُ بذاكَ الشيء 

من بعضي

وصورة الماضي التي

تاه في طياتها وجهي

فأنا ما زلت

وحتى اللحظة

أبحث عن حقيقة نفسي

من أكون أنا

وما هو الذي

في حقيبة الشتات 

قد بات كل شيء

في الهواء مباح

حتى نفسي

وزفرَة روحي

تناثرت أحلامي هنا وهناك

وأُمنياتي التي

تخالج تضاريس أنفاسي

اليوم بات عالمي

يتوشح الليل ب

عباءة السكون

وصمت الزمان

وذاكَ الغافي

فوق أرففِ النسيان

يبحث عن عنوان

الست بذاك أنا

بذاك الإنسان 


لِتخبريني

بربكِ أخبريني

من انتِ

ومن أكون أنا

أم أنكِ تلك التي

حملتني ما بين راحتيها

وبكتها

حياتي

وأوراق قصتي

حتى أنها أصبحت 

فوق الجبين نقشاً

وفي صدر دواويني

عنوان 

وما زال

إسمها وشم يزين خواطري

ويومياتي

وضربات قلبها

خارٍطةَ اليوم المغادر 

وغاراً يزين 

خدود الحياة

فأنا ذاكَ الذي يتنفسُ

من عمرها قِصتي

وتنهدَ من بحرها

قافيته الثائرة

لِأرتشِفَ من فاه أمي

جلال حريتي

وطعم الحياة من

شِفاه الأرض التي

تمرَدَت على الموت

لِينطِقَ الصمتُ 

من شِفاه البركان

فذاك عمري أنثره 

على كتفيكِ

لِيعيد الحياة

ومكنون وجودي

وبوصلةَ تكويني

وتاريخ ميلادي

وأوراق هويتي

فصورتي انتِ

وعاصفتي انتِ

وعاصمتي أنتِ 

فتضاريس وجهكِ ما زالت

تزين خواطري

لعلكِ تعرفين من أكون

وتدركين أني بِذاكَ الذي

ينهلُ من بحركِ قافيته الثائرة

وذاكَ هو أنتِ 

وذاكَ العنوان أحمله على كتفِ

فعلى سكة الرحيل أقف

وما زلت في لحظة من الإنتظار

لعلّني أرتشف رائحة الحياة

من شفاه أمي

وأوراق الزعتر والزيتون

من رائحة اللحظة التي

تناثرت من ثنايا الشتات 

وعلى ستائر الليالي التي

ما زالت تحمل الإسم 

وحروف قصتي

فأنا ما زلت مع كل يوم

حكايةَ صمتٍ جديدة

وتنهيدةً لقصةِ مولدٍ عنيدة

لِتقرأني اليوم على رأس السطور

ويحتضن الصدر نزفِ لواحظي

حتى يكتبكِ القلم

وتُرثيني السماء

ويصمت البركان


            .. علي حسن ..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق