كلمة حول النقد الأدبي
بقلم السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠
من المعلوم أن النقد إبراز نقاط الجمال و القبح في الحكم على عمل ما في إطار مقاييس و معايير تحكم و تنظم الاستناد إلى تلك النتائج لأي عمل ٠٠
و عندما نخصص النقد الأدبي للشعر بأنواعه و النثر بخصوصياته الفروع الأخرى من فنون الأدب و اغراضه من مقال و قصة و رواية و مسرحية و سرد جديد داخل القالب الأدبي الفني من منظور تذوق فني إبداعي لعملية الأدب في أسلوب و عناصر ٠٠
فكل هذه الأشكال الأدبية لها نتائج على منهجية النقد بشروط تتوافر في الحكم على أي نوع مما سبق من خلال نظريات نقدية من بيئة الأدب و عدم إغفال البعد المكاني و الزماني و الحالة المزاجية للمبدع و مدى استخدامه لأدوات الفن الأدبي و لا سيما اللغة في التعبير و التصوير لحالة تسيطر عليه ٠٠
يجب على الناقد لأي عمل و لا سيما الأدبي من نقطة فنية إبداعية يراعي قبل الحكم ، أن يقرأ النص شعرا أو نثرا أو أي نوع من جنس الأدب قراءة جيدة تأملية يفهم من خلالها المعنى الحقيقي للفظ و المعني الثاني المجازي و كيف تم التوفيق في طرح مقاصده المباشرة و غير المباشرة لغة و بلاغة ثم يفككه و يحلله باستنباط دلالي عند استقباله و فهما و إدراك لكيفية العلة بعيدا عن الغموض و تحميله ما لا يطيق من تفسيرات تذوقه ثم يتأثر به إيجابا أوسلبا فيبرز هنا القيم الجمالية سردا و تعليلا مقبولا ، و العكس عن الرفض و الوقوف على هنات أو تناقضات هكذا ٠٠
و من ثم يتفاعل بنفس شعور المرسل بل يضيف أساسيات تترجم الواقع و الخيال معا بعيدا عن روح الخصومة و استخدام مع
و من ثم نتأمل مراحل الاستنباط لعملية الإبداع داخل منهج نقدي فني يطابق الحالة المزاجية للمبدع وفهم و إدراك الفكرة التي تسيطر على صاحبها و لا نغفل ثناىية العقل و الوجدان في التذوق و الحكم الفني بنظريات واقعية لا تنفصم عن اللغة و البلاغة تلك المفردات التي تترجم أحاسيس صاحبها لحظة تناول الموضوعات التي ينتجها لنا من أي لون من ألوان و فنون الأدب ٠٠
و على أية حال ٠٠
يجب على المتذوق و الناقد لا يغفل مقدمات عملية الإبداع الادب بكافة عناصره و أسلوبه بداية من مصطلحات ( النقد الثقافي في الأدب ) ،
و الذي بمثابة امتداد للنظريات النقدية القديمة و الحديثة و لا نغفل بيئة الأديب في تناول قضايا الذات و المجتمع معا ٠٠
و توضيح دور ( البينونة ) فيما بعد دور الحداثة و المعاصرة بكافة أدواتها شكلا و مضمونا داخل قوالب و مقاييس و معايير و أصول و أحكام و مناهج نقدية متعارف عليها قديما و حديثا ٠٠
و هذا ما تنظمها علوم اللغة لأي إنتاج أدبي فني قائمة على نظرية الفن و المجتمع ٠
و في مقدمتها ( البنيوية اللسانية، والسيميائيات، والنظرية الجمالية، التي قامت بالنظر إلى الأدب باعتباره ظاهرة لسانية شكلية، وظاهرة فنية وجمالية شعرية ٠٠٠ الخ ٠
ودراسة الأدب لا يتوقف عند هذا الحد بل بمنهجية و تعمق للوصول إلى جوهر أي عمل أدبي للوصول إلى ماهيته بلا شك ٠
و من ثم تتطلب نظرية الأدب تتطلب الأدوات من لغة و تعبير لتلك المفاهيم و الوسائل البلاغية و البيانية المؤسسة لهذا الإبداع بكافة ألوانه و أشكاله عن تفكيكها و لتحليلها وتأويلها المنطقي لمراحل الحالة المزاجية و الأدبية للمبدع ، و مدى تمسكه و حرصه على مفردات و معاني و فكرة و شعور و خيال و فلسفة جمالية من منطوق اعتقاد يحرك بواعثه حتى الوصل بعد العرض للعمل الأدبي الفن المستقل إلى رؤية النقد الثقافي المختلفة في تناول الموضوعات في بيئة الأديب المنتج و المنشيء لهذا النوع ٠
فالنظر إلى العمل الأدبي، يتطلب استعدادا بكافة الأدوات اللغوية و الفنية بجانب التأمل و الشعور المحرك لكل البواعث المعنوية و المادية في ترسيخ المفهوم لدى الأديب ٠٠
فتكون بيئة الأديب في حالة تفاعل مع هذه الرؤية المقدمة إلى عناصر اللغة المستخدمة و البلاغة التي تزين المنتج ثم دور النقد في تناول هذا العمل في حيادية تامة بعيدا عن المذهبية و روح الخصومة في تفاعل لحظي عند القراءة المجردة دون معايشة حالة الأديب و خصوصيات و طقوس المكان و الزمان و ثقافته و تعرضه لمواقف عند تناول تلك الموضوعات ٠٠
كل هذا في روح المنهجية المستقلة و تجريد البواعث الأخرى و الميول و معايشة روح النص في نظرة جمالية لمعيار الأصول و الحكم و النتائج بعيدا عن التعصب و الجمود و غير ذلك ٠٠
قراءة تحليلية هادفة بركائز علمية ٠
و تكون دراسة هذه الحالة الثقافية والاجتماعية والسياسية، لمعايشة الحالة المزاجية و الواقعية التي تعرض لها الأديب و عدم إغفال دور المؤثرات الداخلية و الخارجية هكذا ٠ج
عند التفسير و التحليل و الحكم من خلال دوافع مقبولة ٠٠
فالنقد الثقافي ذات أبعاد متشعبة تستوعب نظرية الأدب و النقد في كافة المراحل المتباينة في تكامل بنائي ٠٠
و على الناقد الابتعاد عن المصطلحات المعجمة و تقيده بالألفاظ الأجنبية و الإسراف فيها ، بل حرصه علي تبني نظريات و مذاهب غربية تختلف عن طبيعة الذوق الفني و خصوصية الهوية العربية نوعا ما و من باب الثقافة الواسعة لديه ، إلتزامه بمعايير غريبة من باب التعقيد و مظاهر الثقافة، و التي لا تخدم الدربة و الدراية و التجربة و الروح العلمية المنهجية لطقوس الأدب العربي و منشأه عبر رحلته و خطوط مسيرته و ، مع فرض مسميات تثقل النص الأدبي المنشىء من خصوصيات الهوية و الحضارة المتفردة ٠٠
فهنا بالتأكيد و المسلمات سوف يزيد العمل الأدبي بتلك العناصر غموضا و إبهاما غير محمودا ٠
فيجب التعامل مع الأدب بالذوق العربي و مشاعره و قواعده اللغوية و الفنية حتى يسهل على الدارس معايشة التجربة بكافة ظلالها ٠
و على المتذوق و الناقد الوقوف على المراد و الحكمة من وراء تلك هذه الحكمة من النظر إلى ماهيات الأعمال الأدبية المختلفة في إطار مشروع النقد البنَّاء في حيادية تامة منهجية ، لفهم و إدراك روح النصوص لنظرية الفن و المجتمع دون ممارسة الهدم دون تعليل منطقي ، و في تناسق السياق و النظرة الجمالية الشمولية من وراء هذا الإنشاء الأدبي ٠
و الخلاصة في الحكم على أي عمل أدبي فني ثقافي من نظرة شمولية لغة و بلاغة و مشاعر و فكر و بيئة تجسد و تعكس ملامح الرؤية المسبقة عند تناول أي عمل من فنون الأدب و الثقافة التي ينتجها صاحبها داخل الظروف التي يعيشها و يسبح بخياله تجاه التفاعل و التأثر الداخلي و الخارجي لكشف صدق موضوعه لمعالجة الاحاسيس معنويا و ماديا في نظرته لفكرة ما سيطرت عليه حتى خرجت إلى النور على أرض الواقع فأصبحت ملكا للمتذوق و المتلقي يتجول بين ظلالها بغية الوصول إلى الهدف المنشود و معايشة للنص و عدم إغفال المؤثرات و القيود عندما أتى بها المبدع لحظة مخاض الولادة و الابتكار و التعبير بالكلمات كي تخرج صورة فنية يتفاعل معها المتلقي قبولا ورفضا لكن من مطلق الدراسات الأدبية لفهم النص و الأسلوب و الادوات و العناصر في بناء فني متجانس دائما ٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق