العلوم اللدنية: المعرفة الإلهية للخالصة"
بحث : دنيا صاحب - العراق
العلوم اللدنية هي المعارف التي يمنحها الله مباشرة لعباده الصالحين دون حاجة إلى التعلم من الكتب أو الأساتذة، وهي علم خاص مُستمد من الفيض الإلهي، يُلقَى في القلوب بنور الحق.
أصل المصطلح
مصطلح "اللدني" مأخوذ من قوله تعالى في قصة الخضر وموسى عليهما السلام:
﴿وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا﴾ (الكهف: 65)
أي أن الله منح الخضر عليه السلام علمًا خاصًّا ليس مكتسبًا بالطرق العادية، بل هو علم موهوب من الله مباشرة.
خصائص العلوم اللدنية
1. فوق العلم الظاهر: ليست علومًا تقليدية يُدرَكُها العقل وحده، بل علوم يفتح الله بها بصائر العارفين.
2. مبنية على الإلهام والفيض الإلهي: يتلقاها القلب مباشرة من النور الإلهي دون وساطة.
3. يختص بها أهل الصفاء والصدق: لا تُعطى لأي شخص، بل لمن طهَّر قلبه وسار في طريق القرب من الله.
4. تتجاوز حدود الزمان والمكان: قد تكون معرفة بأسرار الكون، الحكمة في الأحداث، أو إدراك معاني خفية في الوجود.
الفرق بين العلم الظاهر والعلم اللدني
أمثلة على العلوم اللدنية
علم الخضر عليه السلام: تصرفاته التي لم يفهمها النبي موسى في البداية، ثم كشف له عن حكمتها لاحقًا.
الإلهام الصوفي: كالمكاشفات الروحية التي يُدرك بها العارف حقائق الأشياء دون تعلُّم مباشر.
المعرفة القلبية للأنبياء والأولياء: كعلم سيدنا إبراهيم حين قال: ﴿وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَٰهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ﴾ (الأنعام: 75).
من ينال العلوم اللدنية؟
الأنبياء والمرسلون
الأولياء والصالحون
أهل الصفاء والصدق في السير إلى الله
الخلاصة
العلم اللدني هو علم رباني موهوب، لا يُنال بالسعي العقلي وحده، بل بالصفاء الروحي والتقوى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق