الأربعاء، 12 فبراير 2025

جبل مع جبل بقلم د.غانم ع الخوري..

 .    جبل مع جبل


حدث في دمشق وفي زمن التسعينات

حيث كان النقل الداخلي باصات فيات

 المشهورة بلونها الأخضر

 و حملها الكبير و المعثر

 ربما مئة شخص و أكثر

اعتدت أنا (جبران) وصديقي (غسان)

 الانتظار في موقف باص النقل الداخلي 

وفي أحد الأيام لاحظنا بعيداً عن الموقف

و بأمتار قليلة صبية تقف منعزلة عن جميع الركاب 

 دار حوار بيننا بالسؤال عنها وقال لي

  أنه معجب بها ويكثر من التساؤلات حولها

  بالحقيقة إنها تجذب الانتباه بكل مافيها 

    نحيلة فارعة الطول

     عينان كبيرتان

     جفون ذابلة

     سمرة دافئة

    والشفاه حارقة

  هادئة بوقفة شماء

 ثقة بالنفس وكبرياء

طلب مني الميسر بجانبه ومجاراته فيما يتصنع

 يحاول التقرب منها لكني رفضت رفضاً قاطعاً

 ف نعتني/غسان/ أنني جبان

 قلت له قل عني ما شئت

لن أجاريك بهكذا اسلوب وكأنه التحرش

  إنني لا اتملق النساء

 شديد الحذر من حواء

 قلبي لم يخفق لإغواء

قل هو جهل أو سريرة من نقاء

 لاأهتم لك ولأفكارك

ولا من هي ومن تكون 

لن أقحم نفسي بأفعال حمقاء

  ساعد نفسك بنفسك

ثم تتعاقب الأيام و المقدر يظهر

 على مبدأ المثل ( جبل مع جبل ما بيلتقوا)

  حدث بليلة صيفية أن التقيت مع تلك الصبية

   في ذات مساء 

وبمنزل أحد الأقرباء 

أصيب البصر بذهول

وألوان الوجه الخجول

خواطر بالعقل تجول

زادت في حالتي بلاء

وعندما ذكر اسمي بالنداء

شعور غريب بأمر رهيب

وكأني بحمى وإعياء

ارتفعت حرارتي

ازداد خفقان قلبي 

وعلا الوجه قطرات ماء

رحل العقل في سفر طويل

خارت قواي وعدمت الدهاء

كيف لا وما ان تكلمت نطقت جوهر 

 من ثغر سكناه مرمر

  عذب  القلب  دمر

ناعسات الجفون تصرع

 تضلل مهاة العون تلمع

  جمر الوتين بالهوى

  حكم القلب بالنوى 

   سراً أشكر الكريم

   أنني كنت فطين 

حسن تصرف أنقذني من بلاء

 ولم أجار /غسان/بغباء

 تملكني الفرح لمّا اتضح 

أن الحسناء اسمها صفاء

 و غير متزوجة عزباء..

 ؟؟؟؟ بين أيديكم اترك نهاية اللقاء


  د.غانم ع الخوري..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق