هجرته
هجرته
فهجرتني دنياي
و ضاع مناي
أبواب قلبي مقفلة
و نوافذ الأمل موصدة
و الأقفال من حديد صدئ
الغزاة يتحرشون بفؤادي
و أطفال عراة يحرسون مملكتي
و الحاقدون الحاسدون يترصدون بي
شوارع المدينة خالية
إلا من العابرين الآثمين و المجانين
و حدائق قلبي قاحلةإلا من الحزن و القهر و الوحل
هواء خانق يتسرب إلى فؤادي يوئد أفكاري
فراشات قلبي تفترش العراء تفترس بداياتي و أزهاري
نوارس المدينة تولي هاربة
المساجد و الكنائس تئن في صمت
الآذان يرفع و الصلوات تقام بلا صوت
الحقول صارت باهتة بلا لون
والسواد يعم الكون
القلم في يدي يتعثر،ينزلق و يتنكر لي
و الفكرة تنكمش ،تنحسر ،تندثر
الحروف في لساني تائهة
و الورقة تتلوى كحية ماكرة
و أنا أصارع القفر و الخلاءو الفراغ الرهيب بعد أن هجرته
و قذفت بي مقاذيف الحياة
و طوحت بي الأمنيات
و لفظتني الحياة
و صرت امرأة بائسة بلا تاريخ بلا عنوان ولا أمنيات
قلبي صار خرابا يستوطنه القهر و الخوف
و المدينة عشش فيها الزيف و الحيف
فوعدا علي لن أهجرك مجددا يا حرف
نهلة دحمان الرقيق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق