الأحد، 9 فبراير 2025

هجرته بقلم الكاتبة نهلة دحمان الرقيق

 هجرته


هجرته

فهجرتني دنياي

و ضاع مناي

أبواب قلبي مقفلة

و نوافذ الأمل موصدة 

و الأقفال من حديد صدئ


الغزاة يتحرشون بفؤادي

و أطفال عراة يحرسون مملكتي

و الحاقدون الحاسدون يترصدون بي


شوارع المدينة خالية

إلا من العابرين الآثمين و المجانين

و حدائق قلبي قاحلةإلا من الحزن و القهر و الوحل


هواء خانق يتسرب إلى فؤادي يوئد أفكاري

فراشات قلبي تفترش العراء تفترس بداياتي و  أزهاري

نوارس المدينة تولي هاربة

المساجد و الكنائس تئن في صمت

الآذان يرفع و الصلوات تقام بلا صوت

الحقول صارت باهتة بلا لون

والسواد يعم الكون

القلم في يدي يتعثر،ينزلق و يتنكر لي

و الفكرة تنكمش ،تنحسر ،تندثر

الحروف في لساني تائهة

و الورقة تتلوى كحية ماكرة

و أنا أصارع القفر و الخلاءو الفراغ الرهيب بعد أن هجرته

و قذفت بي مقاذيف الحياة

و طوحت بي الأمنيات

و لفظتني الحياة

و صرت امرأة بائسة بلا تاريخ بلا عنوان ولا أمنيات

قلبي صار خرابا يستوطنه القهر و الخوف

و المدينة عشش فيها الزيف و الحيف

فوعدا علي لن أهجرك مجددا يا حرف


نهلة دحمان الرقيق



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق