نبحث عن الحياة في مدينة تحتضر
_______________________________
ماذا لو لم يكن في الوجود جمال امرأة…؟
تلك اللمسة الرقيقة على قُماش الحياة،
لو لم يضع الإله في عينيها بريق الأمل،
كنا سنظن أن الحياة مجرد سراب.
لا تبحث عنك في زوايا الظلام،
لا في النشيد الوطني،
لا في الأرصفة التي بصقت عليها الحرب قذارتها،
قد تجدك
في ابتسامة أنثى،
في ضحكة طفل،
في دمعة أم تحتضن الألم،
وقد صنع الحزن من عينيها تحفة قديمة،
في لحن عصفور على شجرة
يتوسل السعادة من كف السماء.
لا تسأل امرأة عن طعم الموت،
ماتت ألف مرة منذ طواها رجل في دفتر الغياب.
الرصيف الذي فقد كتفيه بقذيفة حرب
لن يموت بل سيظل شاهداً على حزن مدينة تحتضر.
هذا الجسد شجرة لا تجيد قفز الأيام السيئة،
تظل هكذا تتقاسمها الفصول وفؤوس الحطابين.
هذا القلب أُنثى متعبة، كلما نزف الوجع
من جرح المشاعر، أجهش بالبكاء.
ها نحن تائهين، يا أمي…
نبحث عن الحياة
في كبوات الخيول،
في نثرات التاريخ
في مدينة تحتضر،
نموت قبل أن يدلنا أحد على دروب السعادة.
سعيد العكيشي/اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق