الثلاثاء، 4 فبراير 2025

الجزء الثاني عشر من قصيدة "رهينُ النَّكبات" بقلم د. أسامه مصاروه

 الجزء الثاني عشر من قصيدتي

"رهينُ النَّكبات"

المكوَّنة من 320 رباعية

276-300


276

تحَوُّلُ الْمَرْءِ إلى الأفْضَلِ

ليْسَ إلى الأَدْنى أَوِ الأْرْذَلِ

أَلا اذْكُرَنَّ كيْفَ كُنتَ أَخي

كُنْتَ كما اللَّيْثِ وَكالْفَيْصَلِ

277

أخْرجتَ في السابِقِ مُسْتعْمِرا

قدْ خرَّبَ الَأوْطانَ بلْ دمَّرا

ما بالُكَ الْيَوْمَ بلا عِزَّةٍ

ألا تَرى الدِماءَ قدْ أهْدَرا

278

لقدْ غَدوْتَ مثلَما الْحَجَرُ

لا لستَ حتى النِّدَّ أَعْتَذِرُ

لأَنّهُ أَشَدُّ مِنْكَ هُدىً

أَما جرى مِنْ حَجَرٍ نَهَرُ

279

حتى مِنَ الْحجارةِ الصَّلْبَةِ

ما مِنْ مخافةٍ أَوِ الرَّهْبةِ

يهْبِطُ راكِعًا لِخالِقِنا

وساجِدًا مِنْ حُرْقَةِ التَّوْبةِ

280

يا مُتْرَفي النَّفطِ ألا انْشَغِلوا

بِعُهْرِكُمْ وَفُسْقِكُمْ واعْمَلوا

ثانيَةً كلَّ خياناتِكُمْ

إنْ يمْهِلِ الرَّحْمنُ لا يُهْمِلُ

281

عِنْدَئِذٍ سوفَ نرى نَفْطَكُمْ

والْمُنْتِنَ الحامي لَكُمْ وَسْطَكُمْ

إنْ ينْهَضِ الثُّوارُ لنْ يُنْقِذَنْ

عُروشَكُمْ حتى ولا رَهْطَكُمْ

282

إنْ يُطِلِ الرحمنُ أعْمارَكُمْ

يَزِدْ ذُنوبَكُمْ وأوْزارَكُمْ

فيَكْبُرُ الْعقابُ بلْ يَعْظُمُ

وَمِثْلُهُ يَنالُ أنْصارَكُمْ

283

تَمتَّعوا يا مُتْرَفي الْعَربِ

حُثالَةَ الأَعْصُرِ والْحِقَبِ

لنْ تَجْعلَ الأَنْذالَ أبراجُهُمْ

حتى وَإنْ كانتْ مِنَ الذَّهَبِ

284

أهلَ حَضارَةٍ مُشَرِّفَةِ

تبًا لَكُمْ وللْمُزَخْرَفَةِ

بالماسِ مِمّا في مراحيضِكُمْ

سُحْقًا لِسَهْراتٍ مُكَثَفَةِ

285

بالْخَمْرِ والْفُسْقِ وحتى الزِنى

والْقادِمينَ مِنْ بِقاع الدُّنى

حتى مِنَ الْعُربانِ مِنْ مشْرِقٍ

لِمَغْربٍ وَلِلْأعادي الْغِنى

286

وَنَفْطُكُمْ تذْهَبُ أمْوالُهُ

لِيَغْنَمَ الْغازي وَأَمْثالُهُ

جميعُنا نعْرِفُ جامِعَها

كذلكُم ما هِيَ أفْعالُهُ

287

الْحَفَلاتُ دونَما خَجَلِ

أوْ خَشْيّةٍ حتى ولا وَجَلِ

يُقيمُها الزَّنيمُ مُعْتَقِدًا

أنَّ بِها الْخُلودَ للرَّجُلِ

288

والشَّعْبُ أصْلا لا وُجودَ لَهُ

اسمٌ فقطْ وَكَمْ نَرى مِثْلَهُ

ثمَّ نَرى ماذا نَرى؟ دوْلَةً

ورَّثَها مُغْتَصِبٌ نَجْلَهُ

289

تاريخُنا يذْكُرُ مُعْتَصِما

خليفةً ما كانَ مُسْتَسْلِما

بلْ كانَ حُرًا أبيًا عادِلًا

ولمْ يَكُنْ يا عُرْبُ مُنْهَزما

290

بلْ هبَّ للْعَجوزِ مُنْتَصِرا

بِطَرْدِهِ الرّومانَ والْقَيْصَرا

ما أنْ أتَاهُ الْخَبَرُ الْمُحْزِنُ

حتى الْجُنودَ للْعِدى سَيَّرا

291

فَأيْنَ مَنّا الْيَوْمَ مُعْتِصِمُ

وَوضْعُنا الْيَوْمَ تُرى مُؤْلِمُ

مُعْتَصِمو الْيَوْمِ عبيدُ الْعدى

تَحْسِدُ إِذْلالَهُمُ الْغَنَمُ

292

يا لَعْنَةَ الرَّحْمنِ حلّي بِهمْ

وكُلِّ مَنْ سارَ على دَرْبِهمْ

تبًا لِعُصْبَةٍ بلا شَرَفِ

همْ وَجميعِ الرَّهْطِ مِنْ صُلْبِهمْ

293

يا ربُّ هلْ تُرْضيكَ أوْضاعُنا

أَلْمْ تَصِلْ إليْكَ أوْجاعُنا

بلى لَقدْ سِمِعْتَها إنَّما

النَّصْرُ متى يَرْجِعُ قَعْقاعُنا

294

أضْحَكْتَني يا زَمَنَ الذِّلَةِ

يا زَمَنًا يسْخَرُ مِنْ ملَّتي

لُعِنْتَ مِنْ عصْرٍ مُهينٍ لنا

وَلي أنا بالذّاتِ يا ويْلَتي

295

أنا الْكَريمُ الْحُرُّ والصّادِقُ

أنا الَّذي لِلْوَطَنِ الْعاشِقُ

أقْضي الْحَياةَ تائِهًا ضائِعًا

في حينِ مَنْ يَحْكُمُني مارِقُ

296

فَكُلُّ ما يَقولُهُ كَذِبُ

وَكُلُّ ما يفْعَلُهُ يُشْجَبُ

وَيدَّعي الْإسلامَ دينًا لَهُ

والْقَلْبُ واهٍ فارِغٌ خَرِبُ

297

أُقْسِمُ أنَّ الْغَرْبَ حُكامَهُمْ

إنْ وقَفَ الْعبيدُ قُدّامَهُمْ

يُفَضِّلونَ الْكَلْبَ رُؤْيَتَهُ

وَحَلْبَهُمْ بالطَّبْعِ أَغْنامَهُمْ

298

لولا حليبُهُمْ لَما انْطَلَقوا

لِحَلْبِهِمْ حتى وَما وافَقوا

على الْجُلوسِ معْ كُبوشٍ لَهِمْ

بالخِزْيِ والعارِ تُرى الْتَحَقوا

300

وَيَحْسَبونَ أنَّهُمْ سادَةُ

فَمِنْهُمُ الأميرُ والْعُمْدةُ

وَمِنْهُمُ الداعِرُ والْعاهِرُ

مِمَّنْ لَهُ في الْغَرْبِ أَرْصِدَةُ

د. أسامه مصاروه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق