الحلُّ في الانعتاق، لا في التقييد
الحلُّ ليس في التقييد، بل في الانعتاق. كفى ترويجًا للمخدرات الاجتماعية التي تُكبِّل المرأة بالخوف من الطلاق، فتُرغمها على حياة الذل والخضوع في كنف علاقةٍ فاشلة تخالف شرع الله. فالطلاق، كما الزواج، شريعةٌ من شرائع الإسلام، وحقٌّ يضمن الكرامة قبل أن يكون خيارًا مفروضًا. وليس الأولاد وحدهم من لهم حقوق تُراعى، بل للمرأة أيضًا حقٌّ في حياة كريمة، في أن تكون شريكة لا أسيرة، وأن تُمنح فرصة البدء من جديد دون وصمة أو تجريم.
إن التفاهم هو جوهر الحياة الأسرية والاجتماعية، وهو ما يخلق بيئةً يسودها الاحترام والتوازن. فلا يمكن أن تُبنى العلاقات على الخضوع القسري، بل على الإدراك المتبادل لمشاعر الآخر وحقوقه. ومن هنا، تأتي أهمية الصحة النفسية، ليس فقط للأطفال الذين يُنظر إليهم عادةً على أنهم الأكثر تأثرًا، بل للنساء أيضًا، فهن ركيزة الأسرة والمجتمع.
إغفال الصحة النفسية للمرأة لا يضرها وحدها، بل يهزّ كيان الأسرة بأكملها. فلا يمكن الفصل بين التفاهم والعافية النفسية، فكلما كان هناك وعيٌ بأهمية الاهتمام بالجانب النفسي، تعززت قدرة الأفراد على تحقيق تفاهم حقيقي ومستدام، بعيدًا عن الخضوع القسري أو الاستسلام لواقع يقتل الروح قبل الجسد.
هدى عزالدين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق