الأربعاء، 27 نوفمبر 2024

نِعْمَ الخَليل بقلم الشاعر محمد الدبلي الفاطمي

 نِعْمَ الخَليل


بُحورُ الشّعْرِ هَنْدَسَها الخَليلُ

ومِنْ إرْثِ الجُدودِ أتى الدّليلُ

تمَكَّنَ منْ إعادَةِ ضبْطِ نَظْم

بهِ الأوْزانُ أحْكَمَها الأصيلُ

وحَسّنَ بارعاً مَجْرى القوافي

فكانَ بِعِلْمِهِ نِعْمَ الخَليلُ

كَذلكَ بَصْمةُ العُظَماءِ تَبقى

ويبْقى النّفْعُ والعملُ الجليلُ

فلا تَبْخَلُ بِعلْمٍ فيهِ نَفْعٌ

فَنَفْعُ النّاسِ بالمُجْدي جَميلُ

                               

ألا عُدْ يا أُخَيَّ إلى الصّوابِ

وكنْ قَلَماً أغارَ على الكِتابِ

فَإقْرأْ أمْرُ خالِقِنا وهَدْيٌ

بِهِ الأذْهانُ تَفْلحُ في الشّبابِ

يزيدُ بهِ الطُّموحُ هُدىً ورُشْداً

وغيثُ اللهِ يُشْحَنُ في السّحابِ

ومنْ سألَ الفلاحَ بِغيْرِ عِلْمٍ

أضاعَ العُمْرَ يَحْلُمُ بالسّرابِ

فَكُنْ في زَحْمَةِ الدُّنْيا لبيباً

وَعُدْ بالمُفْرَداتِ إلى الصّوابِ


علينا أنْ نعودَ إلى البُحورِ

لِِنُبْدِعٍ في مُساءَلَةِ الشُّعورِ

فما ابْتَكَرَ الخَليلُ لهُ امْتِدادٌ

على مَرمى الزمانِ مِنَ العُصُورِ

تُخَلّدُهُ البلاغَةُ مُسْتَنيراً

بنورِ المُشْرِقاتِ مَنَ السّطورِ

تَجودُ بهِ العُقولُ إذا أرادَتْ

فَتُفِرِغُ ما تَراكمَ في الصُّدورِ

قَريضُ في تَناوُلِهِ انْشِراحٌ

وتَرْقِيَةٌ تَقودُ إلى العُبورِ

محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق