/صَرخات وجع مكتومة/
بلغتْ شمسُ العمر عَتبة الأصيل،مُسْتعجلة تعانق خيوط الظّلام،تستلقي في حُضن الدُّجى تفترشُ أوجاع الخيبات... تمتدُّ أنامل النّبض تنفضُ غُبار الوهن المتناثر على غلاف مجلّدٍ مهترئ دُوّنت فيه "اللّاذكريات" البائسة،تقلّب صفَحَات سنين العمر المبتورة،تفتّش عن بسمة،عن خيبة يتيمة رحيمة أضفتْ على الوجع بعض البسمات الباردة... ترْتعد الرّوح و قد دثّرها صقيع أنجبته أقسى الطّعنات...
في ثنايا القلب دروب يغمرها ديْجور الأسى،قُبِرت في ارصفتها أحلامٌ مقهورة مدْحورة، أُعْدِمَت حين بلغَتْ سِنَّ الوجع...
تَتَسارع الاوهام مثْقَلة بالرّزايا،تَنْشدُ بلوغ محطّة السَّحر،تتجمّل ببعض ظلال القمر و كحل الظلام الحالك،تنسج من زغب غربان نافقة ثوبًا ضيقا يليق بضيق انفاسها،لتخفي تجاعيد القهر علّها تغري نسمات آخر العمر البائس بأثر رجعي...
ثمّ ترمي كلّ الآهات و تُسارع لجمع و ادّخار الزّاد ليوم الميعاد..
و تمرّ الحياة كأنّها ثواني معدودات...
بقلمي جمال بودرع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق