السبت، 30 نوفمبر 2024

هل نحتاج جراحة ذاتية لعقولنا؟! .(1). إضاءة معرفية : د/علوي القاضي..

 .(1). هل نحتاج جراحة ذاتية لعقولنا؟! .(1).

إضاءة معرفية : د/علوي القاضي..

... كلمة (العقل) تحتاج للبحث ، فلها مرادفات (العقل من عقل فهو عاقل) ، ولأن الله (تعالى) فضل الإنسان على سائرِ المخلوقات ، فقد ميزه عليهم بالعقل ، فكان أمر الله (تعالى) بوجود العقل في الإنسان ، فأصبحت صفة الإنسان (العاقل بأمر الله) ، ومع وجود (العقل) بكلمة من الله تعالى ، وجدت الرحمة واللطف والبركة والكرم والتسامح ، وكل المعاني الإنسانية الجميلة 

... فما بال البشر الٱن ، هل نسوا أو تناسوا تلك المعاني الإنسانية ؟! ، وهل أمسوا وأصبحوا بلاعقول ؟! ، وهل تاهت عقولهم عن أمر الله؟! ، لدرجة أنه أصبح عندهم الفجور والتسلط والظلم (قوة) ، وأصبحت الوقاحة (ثقة) ، والسرقة والغش (ذكاء وتميز) ، وأصبح الذاكر وقارئ القرآن الكريم (منبوذ) من أصحاب القلوب الفارغة من (الرحمة) ويتملكها (الشر) ، وأصبحوا متكلين على أدنس شئ لديهم (أملاكهم ومالهم وأولادهم) ، وأصبحوا تابعين لشهواتهم ورغباتهم !

... ولما سبق ، فهناك سؤال يفرض نفسه في تلك الظروف اللاإنسانية ، [هل نحن البشر بحاجة إلى جراحة ذاتية لعقولنا ، للتخلص من شوائب هذه الأفكار والسلوكيات المشينة ، كما نتخلص من الجلطات والأورام بجراحات المخ والأعصاب ؟!]

... ومن خلال البحث والإستقراء وجدت خير من قدم الإجابة على هذا السؤال وباستفاضة ، كتاب {جراحة ذاتية لعقلك} للكاتب (توم موناهان) ، فهو كتاب يسعى لتجديد العقل ، إنه يجتث منه كل الأفكار القديمة البالية المخالفة للفطرة الإنسانية وطريقة التفكير الروتينية ، ليساعدك كإنسان على غرس الأفكار الإبداعية المتماهية مع الفطرة السليمة ، وخلق تصورك الخاص للأمور ورسم طريق نوعي لبلوغ الأهداف

... وقد قسم الكاتب كتابه إلى (ثلاثة أبواب) رئيسية :

.. الباب (الأول) يتكلم عن معنى التفكير الإبداعي والهدف منه ، ومدى حاجتنا له 

.. الباب (الثاني) يتكلم عن الأدوات (السبعة) لهذا التفكير الإبداعي فى فصول  

.. الباب (الثالث) يتكلم عن الدروس (التسعة) لإستخدام  هذه الأدوات كل على حدة ، وقد دعانا فى الدرس (التاسع) إلى التغلب على حواجز الخوف (الخمسة) للإبداع ، وتأثيرها على الفكر الإبداعي

... والٱن دعونا نغوص في بحر هذا الكتاب لنجني درره وصدفاته : 

... في الباب ( الأول ) حيث يتكلم عن (الحاجة للتفكير الإبداعي) والمقصود منه ، ويوضح أنه (مقدرة المرء على الخروج من المشكلات بحلول فعالة) ، ويرى أنك إن كنت شخصا تستطيع حل مشاكلك ومشاكل من حولك فهذا يعني أنك تتمتع بالتفكير الإبداعي ، ويرى أنه في حياتنا اليومية تواجهنا العديد من المشاكل والعراقيل ، وهناك نوعان من الأشخاص ، نوع (سلبي) يستسلم بسهولة للمشكلة ويتوقف عندها طويلا ، ونوع آخر (إيجابي) لايلبث أن يبحث عن الحلول التي تخرجه منها ويستعين بشتى الطرق حتى يبلغ مبتغاه ، وحتما نميل جميعا لهذا الشخص (الإيجابي) ، وبدلا من الوقوف في المنتصف علينا دوما أن ننشد كل الطرق التي تؤدي للهدف ، ولكن ما (الذي نعنيه حقا بالتفكير الإبداعي؟!) ، إنه التفكير الغير مألوف ، والأفكار الجديدة والمبتكرة ، إنه خروج عن الأنماط التقليدية للحلول ، ولنتفق جميعا أنه كلما كانت الفكرة جديدة ومبتكرة ، كلما كان تمريرها أسهل وتحقيقها أسرع

... وإلى لقاء في الجزء الثاني إن قدر لنا ذلك وقدرت لنا الحياة

... تحياتي ...



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق