**أحلام، لم تكتمل بعد**
سميتكَ ندى الصّبح الضّاحك، وأضأتَ قلبي بحرفٍ يناديكَ:
يا..أجمل همسات الليل التي تحاكيني. ولما غابت عني عيون اليقظة، راودني حلمٌ جميل، ويا ليت حلم المنام كان يقينًا ثابتًا. وبخطوات هادئة، دفع الباب ببطء وكأنّه يحمل سرًّا ثقيلًا، ثم التفت نحوي بعينين تملؤهما مزيج من التردد والعزم، وقال بصوت منخفض يحمل وقع المفاجأة: "أنا م..منبع الحياة."
تجمدت اللحظة، وكأن العالم توقف ليسمع تلك الكلمات.
كنت توقظني من منامي، والله على صدق أحلامي يشهد. ملتحٍ، يكاد البياض يكسو شاربكَ، ووجهكَ المشرق، كأنه نجمةٌ تضيء سماء العلياء، كنور شمس الصباح في قلب السماء. دنوتَ منّي برفقٍ، وربتْتَ بيدكَ على كتفي الأيسر الذي كان يؤلمني، وسألتني: "كيف غبتِ عن ناظري يا رفيقة دربي؟" نحن، منذ اللقاء الأوّلِ، كنّا على ذات الوعد حتى آخر العمرِ، فمهما عصفت بنا الشدائد، كنتِ أنتِ اليدَ التي تمتدُّ وتقاسمني الحلو والمرّ. تخففين عني أوجاعي، وتغيرين حياتي بألوانٍ من الفرح والسعادة.
حينها، كنت أسرق النظر إليكَ، وتمنيتُ أن أقبلكَ من جبينكَ، وأردّد في قلبي: "شكرًا يا الله، لأنني التقيتُ "بمن هي سندي". استيقظتُ وكلّي أملٌ أن أجدكَ، ولكن لم يبقَ منكَ سوى حلمٍ عابر، وانتهى.
أفاقت روحي على خيبةٍ وحزنٍ عميق، كيف لي أن أصدّق أنّ كلّ شيء كان مجرّد حلمٍ في قلب الليل؟ كيف لي أن أستفيق وأجدكَ قد اختفيتَ خلف ستار الزّمنِ، لا أثر لكَ إلآ في ذاكرةٍ تحلم بلقائك؟ وها أنا أعيش بين بقايا الأحلام التي لم تكتمل، أسير بين الذكريات التي تلاحقني، وتبقى صورتك في عقلي، كما لو أنها مشهدٌ من فيلمٍ تلاشى.
أنتَ في حلمي مثل واقعي ،
فلا شيء يبقى إلا وجع البعد.
عائشة ساكري تونس_30_11_2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق