المحبوبُ وطنٌ
—————-
قالَتْ نورُ
تَقَصَّيتَ ببوحِكَ أشجاني
وتواصلِ أشجانِك
كيفَ تَخِذْنا فرصَ الدرسِ
دقائقَ تحتَ شجيرةِ يوكالبتوز
نقضيها مشغوفينَ كأنّا في حُلُمٍ
وهوَ حقيقةُ حتى صارَ لنا ضرباً
من تَخييلٍ
بعد فراقٍ
والآن تلاقينا
بتسامينا
عَمّا دارَ على البُعدِ
من النجوى
أوَ تذكرُ أنّا حينَ تلاقتْ عَينانا
في أدارجِ السُلَّمِ نازلةً منهُ
وأنتَ الصّاعِدُ
وقفنا في منعطفٍ منهُ ذُهِلتَ
بحُسْنُي
قُلتَ : تَباركَ ربّي
في هاتينِ العينينِ الواسعتينِ
الباسمتينِ
احتضناني في دَوْرةِ سوادِهِما
وكأنّي أحلمُ
كانَ السُّلَّمُ في آخرةِ المعهدِ
بعدَ خروجِ الطلابِ يُضيءُ ببياضِ
محياكِ النورانيّ
جَلسْنا
قلتَ بلا وعيٍ :
من أنتِ ؟
قلتُ : أحدى فتياتِ
الجبلِ الأخضرِ إذا غارَ الحبُّ
بنا أَوَّل نَظْرَة
أخْلَصْنا للمحبوبِ
وإنْ كانَ الثمنُ فداءً للروحِ
فدَيْناهُ
لن يهوى القلبُ
سوى معشوقٍ واحد
وها أنتَ تَغَيَّبْتَ سنيناً لم يَقْوَ
مُعَنّى في فرطِ جمالي
أن يغرينيَ
فلا تيأسْ عاشقةٌ
حَتّى لو حَمَلَ النسيانُ عشيقاً
أنْ يَتَغاضى
كيفَ لعِفَّةِ عاشقةٍ أنْ تهجرَ موطِنَها
المحبوبُ وَطَنٌ
وحتى الوطنُ مهما فعلَ الأسرُ بهِ
أو عاثتْ
فيهِ النزعاتُ وإغراءاتِ المالِ
وأطماعِ الحُسّادِ على أرضِه
سَتعودُ
شوارِعُهُ
ومعاهدهُ
ودكاكينه
ومقاهيهِ
ومساجدُهُ
وأزِقَّتُهُ
وفسائلُ نخْلٍ منتظراتٍ
مَن زَرَعُوا
مِنْ فَيْضَ حنانٍ بأمومَتِهنَّ
هذا زمنٌ فيهِ تساوى الظلمُ على العاشقِ
والمعشوقِ
مهجورانِ ولا مَنْ يَجْمَعُ رأسينِ
على وجهِ وسادة
د. محفوظ فرج المدلل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق