الخميس، 28 نوفمبر 2024

قصة قصيرة ١٩٩٠ (عود) للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل

 قصة قصيرة 

١٩٩٠ (عود)

للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل 


رغم صعوبات الحياة إلا أنني مؤمن بأن وجود شخص تحبه في حياتك سيغير نظرتك للحياة و أن الحب هو دواء لكل داء ،من تلك الفلسفه قررت أن أبحث عن تلك الفتاة التي ستضمد جراحي و تهبني السعادة و تخفف عني وطأه الظروف و قسوة العيش

انا في السنه النهائيه في الجامعه ظروفي الماديه قاسيه لا املك الوسامة التي اتمكن منها من فتنه فتاة جميله و احتاج أن يكون فارق السن معقول بيننا حتي اتمكن من تكوين نفسي و الارتباط بها 

في رحله البحث و التمحيص قابلت رانيا ابنه الاستاذ الجامعي التي تدرس في السنه الأولي بنفس كليه والدها تلك الفتاة ذات الملامح الاوربيه و الأناقة الشديده و القد المياس . فأنا لا ابحث عن مجرد فتاه بل ابحث عن ايقونه للسعاده رغم امكانياتي المحدوده 

ومع تتبعها و مغازلتها بدأت الاهتمام بأمري حتي توصلت عن طريق صديق لي أن احصل علي رقم هاتفها الأرضي 

و بالفعل ردت علي في التليفون و رغم محاولاتي اخفاء شخصيتي الا أنها في نهايه المكالمه أنها تعرفني جيدا و تواعدنا علي دوام الاتصال 

بالفعل توالت الاتصالات بيننا و قضينا اوقات جميله في محادثات استمرت لساعات طويله 

حتي أتي اليوم الذي قررنا اللقاء ،كم كانت حيرتنا في اختيار المكان فأنا لا املك المال اللازم للجلوس معها في الكافيهات الشهيره حول الجامعه وهي ايضا ترفض ذلك لعل أحد معارفها يراها في هذا الوضع المعيب 

وفي النهايه قررنا أن نلتقي خلف مدرج أحدي الكليات بعد انتهاء اليوم الدراسي 

و بالفعل جلسنا خلف المدرج و لعده ساعات انظر الي وجهه الطفولي و عيناها الجميلات و قد أصابني الخرس 

لم استوعب أن أكون معها وجها لوجه حاولت كسر الصمت بالكلام الا أنني مددت يدي لتلتقط يداها الناعمتين شديدي البياض و كأنني احتضن طوق نجاة ينقذني حاله البؤس التي تلازمني  سنوات عديده إلي شاطىء السعاده و الراحه 

و أثناء تأملي في جمالها الأخاذ أشارت في هدوء لوجود أحد الأشخاص خلفي 

نظرت خلفي بثبات لأجد رجل يرتدي نظاره طبيه في العقد الرابع من عمره يتسأل في غضب عن سبب وجودنا هنا ويطلب أصطحابنا إلي بوابه الجامعه لنخرج منها 

و بدأ صوته يعلو و لكن لحسن الحظ لا يوجد مارة في المكان حيث نحن الآن بعد انتهاء اليوم الدراسي 

طلبت منها الانصراف بسرعه من المكان فانطلقت مسرعه و لم تعقب حينها تنفست الصعداء و بدأ الحديث بأسلوب خطابي به الكثير من المواعظ و الحكم ،تركته يسهب في كلامه حتي مر الوقت الذي تأكدت فيه من خروجها من الجامعه و طلبت الانصراف من أمامه بعد أن رفضت إعطاءه أي معلومات عني

و بالفعل أسرعت إلي الخارج محاولا اللحاق بها و لكن فات الميعاد 

كم كنت قلقا من الموقف و عندما عدت إلي البيت اتصلت بها وكم كان رد فعلها ممزوجا بالسعاده لتضحيتي من أجلها و الخوف من لقاء اخر لا نعلم عقباه  ومن سخريه القدر أنها أخبرتني أنها لم تتوجه  إلي بوابه الجامعه با إنها اختبأت في كليتها حتي هدأ الأمر مما جعل الأمر أكثر طرفه 

وفي نهايه الحديث طلبت مني إنهاء العلاقه 

كم كان الأمر قاسيا و كأنها حكمت علي قلبي بالاعدام هجرا 

في تلك المرحله كرهت هذا الشخص الذي لا اعرفه الذي أفسد لقائي الاول بها و قتل سعادتي في مهدها 

بعد التخرج بسنوات قررت زيارة الجامعه لاختيار فتاه ارتبط بها و لكن قادتني أقدامي إلي هذا المكان خلف المدرج ،جلست في نفس المكان استحضر وجهها و اتابع من حولي من احباب فقد أصبح المكان ملتقي الاحبه 

 و مع الوقت اجتمعت مجموعه من الشباب خلف المدرج و أحدهم يحمل جيتار بدائي 

افترش الأرض مع زملائه و بدأ في غناء اغنيه عود 

البسمه ممكن تتقسم بين شفتين 

إلي.. الوهم مات و الذكريات قالتلي حبك بالوجود 


حينها قررت مغادره المكان و التوجه البوابه 

كانت تقود سيارتها للدخول من نفس البوابه



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق