الأربعاء، 31 أغسطس 2022

 نشيج.. في هدأة الليل بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 نشيج.. في هدأة الليل


يتابعني في عواء السنين

ألوذ بقرنفلة تعبق بالذكريات

يخاتلني عطرها عند المساء...

وكان المسير..

وسايرت حزن البلاد التي أرهقتني خطاها

ومرّت قوافلهم دون أن تردّ عليّ

السلام

فعانقت حزني حد البكاء

وقد أورق الجدب في القلب

وطوّقت غيمتي في سماء الحنين

ومضيت وحيدا في ثنايا الجراح

ضاربا في وهاد المساء الكليل

علّني أعبر نهرا يطهّر أدران روحي

ويفضي بليلي الطويل الى جهة في البلاد 

تترفّق بي.

تستردّ صيفا يحط على راحتيه.. 

                                اليمام

تمسح على مقلتيّ عناء الرحيل

تعطيني منديلها المخمليّ

وعطر الأمان البريء

وباقة ورد تركتها الحبيبة.. إرثا اليّ..

يردّ شبابي.. 

وينأى بجرحي عن القيظ

والغادرين...

ها هنا هدأة الليل أرتّب أفكار نفسي

أهدهد الحزن بهدوء اليتامى

وأطلّ من فوق،من فوق سطح الحياة

على ما مضى من غبار السنين

وقد صرتُ وحيدا تماما...

ولا أحد أشكو اليه 

رسول الظلام الذي صرته

ربّما كان ينقصني والدي كي يرى وجع القلب

لكنه لا يرى

كل هذا الذي يفضي الى وجع القلب

آه أبي..

سرقتني الحياة..

 فما عدت زرتك أبتي

مرة بعد سبع عجاف وقد هرمت

تذكّرتك

فحننتُ اليك أيّها »الأزرق«*..

إلى عطف يديك

وابتسامتك العذبة.. 

ونبل فؤادك إذ يضيء عتمات روحي في مثل ليل كهذا..

آه أبي..

ها هي الريح تغسل أوجاعها بالصهيل

فمن ذا الذي سيحثّ الخطا ويستحمّ معي

في دمي

كي يعرف كيف أكفكف دمعي... 

ألملم جرحي

ويعرف قومي كيف إليّ السبيل...



محمد المحسن


* الأزرق كنية والدي وقد »أوصاني« بتردادها على لساني كلما بعثرتني الفصول..وضاقت الدروب في وجهي.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق